حروفيات يوسف أحمد تدق قلب الحديد وتلينه

المقاله تحت باب  معارض تشكيلية
في 
09/04/2008 06:00 AM
GMT



 يشارك الفنان التشكيلي القطري يوسف أحمد عبر مجموعة من منحوتاته المصنوعة من الفولاذ في معرض خاص بهذا النوع من الفن الجديد يقام تحت عنوان منحوتات بالفولاذ ابتداء من 5 ابريل الجاري في مدينة اسطنبول التركية.

ويوسف أحمد هو الفنان الوحيد المدعو من منطقة الخليج للمشاركة في هذا المعرض المتميز الذي يشارك فيه 14 فنانا بارزا من أوروبا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وآسيا. وقد تمت دعوة هؤلاء لعرض أعمالهم الفنية المصنوعة من الفولاذ ولتبيان ما يمكن فعله بهذه المادة الصلبة والمقاومة جدا عندما تتفاعل مع احاسيس وافكار الفنانين لتتحول بعدها الي قطع فنية غاية في الروعة والجمال.

يوسف أحمد أعرب عن سعادته بالمشاركة في هذا التجمع العالمي واختياره كأحد ابرز الفنانين الرواد ليمثل الخليج والمنطقة بشكل عام وقال: أنا متحمس جدا لاتعامل مع الفولاذ واحوله الي قطع فنية متميزة ثلاثية الابعاد. وهذا يشكل تجربة جديدة وغنية بالنسبة لي كما انه نوع من التحدي حيث أعمل علي تليين الفولاذ لاعبر من خلاله عما فيّ من احساسيس وأفكار مضيفاً: يعتبر معرض منحوتات بالفولاذ الذي يقام في اسطنبول مهما جدا اذ انه يوفر الفرصة ل14 فنانا من مختلف مناطق العالم للتلاقي والتواصل والانطلاق مع الناس في الرحلة المستمرة للبحث عن السلام والتفاهم بين جميع الأمم والبشر فهناك لغة مشتركة يتقنها ويتفق عليها كافة الفنانين مهما كانت المنطقة أو الدولة التي يأتون منها.

يذكر ان يوسف أحمد قد شارك في العديد من المعارض والمناسبات في الدول العربية وعلي المستوي العالمي كان آخرها معرض آرت دبي 2008 الذي اقيم بين 19 و22 مارس الماضي في دبي بدولة الامارات العربية المتحدة.

كما حصل الفنان علي مجموعة من الجوائز التقديرية منها جائزة السعفة الذهبية لمعارض فناني دول مجلس التعاون لأربع مرات، والجائزة الكبري في بينالي بنغلادش الدولي السابع للفن الآسيوي المعاصر، إضافة إلي العديد من الجوائز الرئيسية الأخري. وقد عزّز من مكانته علي الساحة الدولية من خلال مشاركة عدد من لوحاته في مزادات صالة كريستيز العالمية في دبي، حيث جاوزت أسعار هذه اللوحات المبالغ التقديرية لها بنسبة الضعف وقد اختار جميع الفنانين المشاركين في معرض منحوتات بالفولاذ في تركيا النحت كلغة الحوار البصري الأبرز لديهم. وسوف يقومون بعرض أبرز أعمالهم الفردية التي ترتكز علي الفولاذ كوسيلة للتعبير الفني المبتكر.

وأوضح يوسف أحمد قائلاً: إن المنحوتات التي سأعرضها في إسطنبول تتمحور حول الحرف العربي، وهي تستمد منه الطاقة الفنية العالية الكامنة فيه والتي تسمح له بأن يتبلور في مجموعة من الأشكال والطرق والأساليب الفنية المتعدّدة مختتماً: لقد كنت متحمساً جداً لأبدأ العمل علي هذه القطع الفنية، وأنا شاكر جداً لشركة قطر ستيل التي منحتني الفرصة لأن أعمل في أحد مصانعها واستخدم ما لديهم في المصنع. وآمل أن تجتذب هذه القطع الفنية اهتمام الجمهور، كما أتمني أن أتمكن من معاودة هذه التجربة مرة أخري والمشاركة في، أو حتي تنظيم، معارض مشابهة مخصّصة لقطع المنحوتات الفولاذية.

يذكر ان يوسف أحمد من مواليد حي الجسرة في الدوحة عام 1955. وكان حي الجسرة عبارة عن مجموعة من البيوت الطينية القديمة المتجاورة والمتلاصقة بعضها ببعض وأبوابها مفتوحة علي الجوار دون حواجز أو أسوار يقول الفنان في ذلك: طفولتي كانت في هذا المكان الرحب الذي يعانق الأفق بالبحر وتمتد ساحاته الرملية في البعد، تتخللها السبخات والمشارب والبرك التي تنتشر حولها الأزهار البرية لتضفي علي بساطة المكان موسيقي سكون الصحراء اللامتناهيه . هذه اللوحات الطبيعية البسيطة لا زالت تسكن ذاكرتي وتلقي بظلالها علي مسيرة حياتي إلي الآن. كما كان لوالدي أيضا بالغ الأثر في تنشئتي لما لقيت منه من رعاية فقد كان صديقا قبل أن يكون أبا. كان يصطحبني دائما أينما حل. كنت أرافقه عندما كان يجلب الصناديق الخشبية من دكان خال لنقطعها سويا ونقدمها لوالدتي كي تضعها وقودا للنار حين تطبخ في تلك الآونة حيث كانت سبل الحياة بسيطة ولم تدخلها التقنيات الحديثة بعد. كنت أنتظر أمي حتي تنتهي من الطبخ ويبرد الفحم المتبقي من نار الموقد لألتقط بقايا الفحم وأحاول أن أرسم بها علي جدران ودهاليز بيتنا وعلي أكياس القماش الفارغة. تلك كانت خطواتي العفوية الأولي. ولقد ولعت بهذه الهواية ورسمت بعض الرسومات الفحمية وجمعت بعض الصور التي قصصتها من تقويم (كاليندر) وأقمت أول معرض لي علي مدخل بيتنا عام 1963 .بعد دخولي إلي المدرسة واكتشافي للألوان أخذت هوايتي تكبر معي حيث انضممت إلي جماعة التربية الفنية في المدرسة في مراحلها الثلاث وشاركت في جميع المعارض المدرسية التي كانت تقام في المناسبات والاحتفالات في تلك الآونة.

ويضيف: في عام 1972 تم إيفادي إلي جمهورية مصر العربية وهناك بدأت أولي خطوات دراستي العلمية المتخصصة في التربية الفنية وفي العام 1976 حصلت علي درجة البكالوريوس في الفنون والتربية من جامعة حلوان بالقاهرة وعدت إلي وطني قطر وعملت بسلك التوجيه الفني بوزارة التربية ثم انتقلت بعد فترة قصيرة إلي وزارة الإعلام وأقمت حينها أول معرض فني لي في الثالث من مارس 1977 بعد ذلك تعددت مشاركاتي الجادة في المعارض الفنية فابتكرت معارض مجموعة الأصدقاء ثم عملت لاحقا في تصميم وتنفيذ ديكورات للمسرحيات المحلية.ثم تبنيت إقامة مشروع المرسم الحر في وزارة الإعلام.

وتابع: بعد ذلك ابتعثت للدراسة في أمريكا وحصلت علي الماجستير في الفنون الجميلة عام 1982 وكانت تلك نقله نوعية توجتها بإقامة معرض فني كبير في العاصمة الأمريكية واشنطن في 21 يونيو1982 ورجعت إلي الوطن محملا بتجارب وخبرات فنية تراكمية أقمت علي أثرها معرضا فنيا متكاملا عام 1983 في فندق الخليج بالدوحة وكانت أعمال المعرض تمثل تجربتي ما بين عام 1974 إلي عام 1982 في كيفية استخدامي الحرف مع الزخرفة العربية الإسلامية. وفي بداية الثمانينات كونت مجموعة أصدقاء الفن التشكيلي في دول مجلس التعاون وأصدرنا أربعة أعداد من مجلة متخصصة في الفنون التشكيلية ويعتبر عام 1986 عاما مميزا في مسيرتي الفنية حيث شاركت في المهرجان الأول للفن التشكيلي في بغداد وفزت بالجائزة الكبري، و بعد ذلك حصلت أيضا علي جائزة الحفر الثالثة في بينالي القاهرة الدولي ثم تلتها جائزة المحكمين في بينالي أنقرة الدولي للفن الأسيوي والأوروبي عام 1986.

وتأتي فترة التحاقي للتدريس بكلية الفنون الجميلة بقطر لتكون من بين التجارب الغنية في مسيرتي الفنية في الثمانينات حيث تعمقت تجربتي الفنية من خلال تدريسي لمقررات أسس الرسم وتاريخ الفن وأتاح لي التدريس التعرف علي العديد من الطلبة الموهوبين في الجامعة وكان من بينهم الشيخ حسن بن محمد آل ثاني الذي أسست معه متحف فن المستشرقين عام 1992 ومن ثم متحف الفن العربي الحديث في قطر عام 1994.

وقال: حصلت علي جوائز تقديرية كثيرة منها جائزة السعفة الذهبية لمعارض فناني دول مجلس التعاون أربع مرات (1989 و1991 و1996 و1999). والجائزة الكبري في بينالي بنغلادش الدولي السابع للفن الأسيوي المعاصر عام 1999 وأقمت معارض كثيرة ومتنوعة (فردية - خاصة - مشتركة) في العديد من البلدان العربية وعلي الصعيد العالمي نالت استحسان الجمهور وأهل الفن علي السواء وتركت بصمات ايجابية في مسار الفن التشكيلي كان آخرها المعرض المشترك مع الفنانين (كريمة الشوملي ومحمد كانو) بقاعة متروبليتانا في برشلونة 2007.