لوحات رسولي استثنائية وجدران أزقة البصرة محاولات صكار التجريبية |
المقاله تحت باب معارض تشكيلية
(البيان) التقت بالمناسبة مدير إدارة الفنون والمنسق العام للملتقى ونخبة من المشهود لها بتطوير فن الخط العربي ليسلطوا الضوء على فعاليات الملتقى ومشاركاته. هشام المظلوم مدير إدارة الفنون والمنسق العام للملتقى قال: الملتقى يعقد في الشارقة لكنه دولي في الوقت نفسه إذ يرتاده مشاركون من مختلف أنحاء العالم. ويستضيف في دورته الثالثة أكثر من 200 مشارك وما يقارب 600 عمل فني، ويتميز عن الملتقيات الأخرى الدولية بأنه يوجه الدعوة لكل التيارات ويستضيف أكثر من خمسين ضيفا حاليا، والملتقى عادة يكون كمثال في تركيا عبارة عن مسابقة وفي إيران عبارة عن معرض. لكن في ملتقى الشارقة هناك 4 فعاليات رئيسة: معرض عام، ومعارض فردية بما فيها مكرمون وضيوف شرف وورش فنية وندوة دولية مصاحبة، وهناك ما يقارب من11 معرضا فرديا مصاحبا، وهناك أيضا معرضا للحروفية الطباعية الحديثة في رواق الشارقة للفنون في منطقة الفنون. ومعرض للفنان الإندونيسي «تجربة حديثة»، ومعرضان في قناة القصباء معرض التجربة الحروفية الإيرانية ومعرض الفنانة الإندونيسية المعاصرة في مجال الحروفية العربية. فضلا عن معرض الخزاف طارق إبراهيم من العراق، وهو يمثل النحت الخزفي ويقع معرضه في كلية الشارقة للفنون الجميلة. وورش موزعة على مختلف مناطق الشارقة، ولقاءات وندوات مصاحبة. وتحاول هذه الفعاليات أن تخدم التجربة. مؤكدا على أن المعرض هو الوحيد بهذا الزخم الكبير. والى جانب ذلك هناك فنانة ألمانية تمتلك جدارية ارتفاعها عشرة أمتار تتعامل مع الخط العربي والخط اللاتيني والخط الإنجليزي القديم، وبين المشاركين عشر خطاطات يابانيات يخطون باللغة العربية حاضرات في الملتقى. الخط والرسم الفنان الإيراني محمد جليل رسولي الذي يكتسب مكانة بارزة في ميدان فنون خط الثلث الفارسي قال: لقد أمضيت حتى الآن نحو 45 عاما في ميدان فنون الخط والرسم في وقت واحد، وحصلت على عدد كبير من الجوائز في إيران. ونشرت 4 مؤلفات خاصة بأعمالي. وهذه المرة الأولى التي أحظى فيها بشرف المشاركة في هذا الملتقى في الشارقة، وأتوقع بيع لوحاتي أو معظمها في هذا الملتقى، أما بشأن أي من لوحاتي هي الأكثر قيمة، فأرى أنها جميعا تمثل أعمالا فنية استثنائية، وهي تخدم جمالية الحرف بصورة كبيرة، وقد بعت الشهر الماضي لوحة لي بثلاثين ألف دولار. ومختلف أعمالي مرسوم بخط يتميز به الأسلوب الإيراني الذي له نوع من الخصوصية التي تختلف عن الخط العربي. والحقيقة أن لوحاتي كلها عزيزة علي ولا أستطيع القول إن هذه اللوحة هي أعز عندي من اللوحة الأخرى، فكلها عزيزة على قلبي. ومن الفنانين النخبة الذين التقيناهم الفنان العراقي محمد سعيد الصكار الذي يعرض نحو 19 لوحة فنية للخط العربي، وهو قادم من باريس التي أمضى فيها حتى الآن زهاء 30 عاما بعد أن أقام في دمشق ردحا من الزمن حيث عمل فيها مدرسا قبل مغادرته إلى باريس. مشروع كبير الفنان الكبير صكار الذي بدأت مسيرته مبكرة في البصرة العراقية حيث كان يستخدم الصبية جدران الأبنية لوحات ليرسموا عليها فنونهم، قال: «مسيرتي الفنية طويلة تستوجب الحديث عن البدايات التي أدت إلى مشروعي الكبير فيما بعد، ولكن يمكن اختصار ذلك بأنني شأني شأن بقية الصبيان في مدينة البصرة، كان الصبيان في الثالثة عصرا من كل يوم يصطفون بجوار الجدران يحملون إما الطباشير أو الفحم، وعلى اسفلت الشارع. وكنت آنذاك في مدينة الخالص، تلك المدينة المتواضعة، وعندما انتقلت إلى البصرة رأيت الصبيان يشتغلون بهذا الشكل على الخط العربي. وعصر كل يوم يأتيهم أحد الشبان المعنيين بالخط العربي كي يصحح لهم هذه المحاولات البسيطة وكان لكل واحد من هؤلاء الصبيان فتاة من فتيات المحلة مرصودة له، وعندما جئت لم يكن لدي رفيقة. وكان هذا الموضوع طاغيا، وافترضت وجود رفيقة لي إلهاما، لكي أوازن مشاعري، ولكنني اندمجت معهم في محاولات الخط، وكتبت إلى صديقي في الخالص رسالة أقول فيها «يأتي القادم إلى البصرة ويتعلم الخط والحب». ودرست مع الصبيان بهذا الشكل، وقسم من هؤلاء الصبيان واصل مسيرته بإنتاج لوحات بالبويا والقسم الآخر انحسر مع طبيعة حركة الزمن، أما أنا فواصلت المحاولات إلى أن فتحت لي مكتبا في العام 1955 في البصرة للخط والرسم تحت عنوان «استديو صكار للخط والرسم». يومئذ كانت لوحاتي بالبويا منتشرة في البصرة، منتشرة على أسماء المخازن والمكتبات، وغير ذلك سرد صكار الذي أشار إلى مشاركته بتسع عشرة لوحة في فعاليات ملتقى الخط العربي في دورته الثالثة بالشارقة. وواصلت الدراسة على أيدي أساتذة الخط ولكن للأسف لم يبق لدي أستاذ بعد أن خذلني هاشم البغدادي الخطاط رحمه الله، فكنت وطدت العزم بعد كل ذاك الجهد الذي بذلته في البصرة على أن أطور مجهودا تقليديا كلاسيكيا، وقلت في نفسي أنه لا بد من التعلم على الأصول. فرحلت من البصرة إلى بغداد والتقيت المرحوم هاشم الخطاط عام 1955، واستقبلني الرجل استقبالا حميما وهو الرجل الخلوق والدمث والطيب واتفقنا على أن أقوم بتقليد خطوط يصححها وأعيدها إليه. وكان «أستاذ الأساتيذ» في حرفة فن الخط وأطلق عليه في تلك الفترة «عميد الخط العربي» وهو من عمالقة الخطاطين في العالم العربي. 13 عاماً لإتقان الخط سألت الفنان الكبير صكار: كم أحتاج من الوقت لأكون خطاطا؟ فرد قائلا: إن هذا الموضوع يتعلق بصبرك وجلدك والتدريب اليومي المتواصل، فأجبت: حسنا هذا أمر ممكن، لكن كم يستغرق ذلك، قال: عليك أن تبدأ بخط الثلث وهو يستغرق منك خمس سنوات لا أكثر، وعندما قال خمس سنوات شعرت أنني نزلت درجة تحت الأرض. وقال لي بعد أن تتقن هذا الخط يمكنك تعلم خط النسخ أو الباريسي، تحتاج سنتين لكل خط أي أن مجمل ما تحتاجه للتعلم هو تسع سنوات فشعرت أنني نزلت خطوات أكثر، فقلت إن كل الخطوط ينتهي تعلمها خلال أربع سنوات، فصار مجموع السنوات، التي سأتعلم بها الخطوط، مع الجلد والتدريب المتواصل، 13 سنة، لكي أصبح خطاطا |