هالة الفيصل تحتفي بجسدها في اللوحة وتعرية احتجاجاً على الحرب |
المقاله تحت باب فنون عالمية تواصل الفنانة التشكيلية السورية هالة الفيصل معركتها مع تقاليد واعراف المجتمع الشرقي، وتقيم معرضا في العاصمة السورية يغلب عليه الجسد، خاصة العاري منه الذي "تعلمنا ان نلغيه" في منطقتنا العربية، حسب قولها.
وتقول الفيصل في مقابلة مع وكالة فرانس برس على هامش معرضها في المركز الثقافي الفرنسي في دمشق والذي يتواصل حتى الثاني من ايار/مايو المقبل، ان موضوع "الجسد العاري حساس بالنسبة للانسان العربي" مضيفة "الجسد شيء عظيم، لكننا، في منطقتنا العربية، تعلمنا ان نلغيه". وتتابع الفنانة السورية "يفرض على المرأة ان تغطي نفسها وتتحرك بطريقة آلية، الا انه يجب ان يكون هناك توازن بين الجسد والروح والعقل، اذا كان جسدنا معاقا لن نستطيع تطوير تفكيرنا لأن عقلنا سيكون معاقا ايضا". وكانت الفيصل قامت في عام 2005 بخلع ملابسها تماما في ساحة سكوير بارك في نيويورك امام المصورين والسياح احتجاجا على الحرب، وكتبت على جسدها العاري عبارات تدعو الى وقف الحرب في العراق قبل ان تعتقلها الشرطة لبعض الوقت. وتشرح الفيصل ان رسمها الجسد الانساني العاري يأتي "كنوع من الاحتجاج ايضا" معتبرة ان "قمع الجسد في تربيتنا ولد امراضا نفسية كبيرة، وانا اخرج ذلك في اللوحة". وتضيف ان "طريقتي في الاحتجاج في نيويورك هي امتداد لأهمية الجسد في اعمالي، وليس العكس"، وذلك في اشارة منها الى رفضها التعليقات التي اعتبرت انها "تروّج" لنفسها عندما قامت بالتعري ما اثار ضجة وسجالات كثيرة. وتضيف "انا جسدي غال ونبيل، وقد استخدمته من اجل قضية نبيلة، فالحرب والقتل في فلسطين والعراق كانا فوق الاحتمال". واذا كانت طريقة الاحتجاج هذه اكسبت الفيصل شهرة واسعة، فهي ترفض القول ان ذلك يتقدم التعريف بها كفنانة تشكيلية، وتعتبر ان "هكذا تعليقات امر طبيعي في المنطقة العربية". وتتصدر المعرض مجموعة لوحات تضم نساء عاريات. والعري في لوحات الفيصل يبرز بخطوط عريضة وألوان زاهية تجعله بهيا "لأن العري شيء جميل" حسب قولها. والى جانب الجسد تضيف الفيصل بعض الرموز واشكال لحيوانات تجعل اللوحة تقارب التصويرات الهيروغليفية. تقول الفيصل "حولت المرأة لتكون شبيهة بالاسطورة، عبر مزيج من الروحانيات والالوان الجدارية، هي اقرب للانسان القديم عندما لم يكن مفهوم العيب والعورة والشرف موجودا". وفي لوحة بعنوان "سليمان وملكة سبأ" تصور الفيصل ممارسة الجنس بين الرجل والمرأة، وتعقب الفيصل على موضوع اللوحة بالقول "طيب، ولم لا! الجنس سبب استمرار الحياة، وانا اربطه دائما بالحب". وتحضر "التضادات" في اعمال الفيصل التعبيرية. ففي لوحة "الولادة" تظهر المرأة عارية محاطة بأناس بملابس متانقة. وفي لوحة "المرأة والضابط" تظهر المراة عارية الى جانب الرجل بملابس الشرطة، وتعلق الفنانة السورية على اللوحة "الضابط يعتقد ان سلطته تمكنه من استباحة كل شيء". في مطلع شهر نيسان/ابريل الجاري فوجئت الفيصل بتناقل بعض وسائل الاعلام لخبر مفاده انها كررت احتجاجها للمرة الثانية في نيويورك وبالطريقة نفسها. وتعلق على الامر بالقول ان هذا الخبر "مغلوط تماما خصوصا اني موجودة في سوريا منذ عام ونصف عام" الا انها حرصت على القول انها ليست ضد تكرار الاحتجاج "وبما اني قمت به مرة، يمكنني القيام به مجددا". وتأسف الرسامة التشكيلية السورية لحال طلاب كلية الفنون الجميلة في دمشق، التي تخرجت منها سنة 1983. وتقول "رغم ان رسم الجسد العاري اساسي في الفن، لا يسمح للطلاب برسم نساء عاريات في الكلية". وتشير الى أن اول لقاء لها في رسم الجسد العاري كان اثناء دراستها في موسكو اواسط الثمانينات، كما انها درست الجسد العاري في مدرسة الفنون العليا (البوزار) في باريس. واقامت الفيصل العديد من المعارض بين دمشق وباريس ونيويورك والمانيا ولبنان، ودرست الغناء، ولها فيلم لم يعرض عنوانه "لصوص النهار يسرقون لصوص الليل"، كما مثلت في فيلم "وقائع العام المقبل" للمخرج السوري سمير ذكرى. تتقن اللغات العربية والانكليزية والفرنسية والاسبانية والالمانية والروسية. |