فنانون وهراطقة كتاب جديد للناقد والفنان ياسر منجي

المقاله تحت باب  أخبار و متابعات
في 
07/06/2009 06:00 AM
GMT



يتناول الكتاب موضوعا غير مطروق في مجال تاريخ الفن على الإطلاق – على الأقل وفق معايير ومفاهيم تاريخ الفن كما هو متعارف عليه – حيث يبحث في هامش العلاقة الشائكة والملتبسة، بين فكرة الإبداع الفني بما تنطوي عليه من معاني التحرر والتجديد والجرأة في الطرح، وفكرة الهرطقة بوصفها إدانة تصنيفية تمارسها المجتمعات في حق أفراد أو فئات، ترى في مسلكهم ومعتقداتهم خروجا على ما تتبناه من أفكار مصطلح عليها.

ويتعمق المؤلف في موضوعه متناولا جانبا لا زال يكتنفه كثير من الغموض، ويتسم بإثارة الجدل وتفجير السجالات العلمية، بين المتخصصين في الدراسات الفنية التشكيلية على اختلاف تخصصاتهم الدقيقة؛ حيث يحاول تتبع وتحليل وتفسير عدد من الرموز البصرية، التي وردت ضمن أعمال بعض من أشهر الفنانين العالميين، مثبتا بالأدلة العلمية والتاريخية كونها رموز مبثوثة قصدا وعمدا، وفق تقنيات وحيل بصرية غاية في البراعة والدهاء، لخدمة مقاصد فكرية واعتقادية اعتنقها هؤلاء الفنانين، مخالفين في ذلك السائد من معتقدات مجتمعاتهم وثقافاتهم، على نحو خشوا معه الوقوع تحت طائلة الإدانة والاتهام بتهم الهرطقة والمروق الديني، فكان أن لجأوا إلى ترميز أفكارهم وتلغيزها من خلال الرموز البصرية المذكورة.

وقد بين المؤلف ما ذهب إليه من خلال الاستشهاد بآراء علماء ومؤرخين ونقاد ثقاة، مستعينا بأدوات علم الأديان المقارن Comparative Religions وعلم النفس وفق مذهب "يونج" Jungian Psychology وعلم دراسة الرموز والعلامات Symbology، مستعينا بترسانة مرجعية ضخمة أوفت على مائة وخمسين مرجعا ما بين أجنبي وعربي.

يقع الكتاب في حوالي أربعمائة صفحة من القطع المتوسط، ويتكون من مقدمة وستة فصول إضافة إلى الخاتمة وثبت المراجع. كما احتوت مادته على تسعة وستين صورة توضيحية ملونة، شملت عددا من أروع أعمال الفن التشكيلي العالمي، إضافة إلى صور الرموز والعلامات والأشخاص والأماكن التي يدور حولها موضوع الكتاب.

لجأ المؤلف لاستخدام لغة رصينة، حرص فيها على الجمع بين بلاغة الأسلوب الأدبي ودقة اللفظ الأكاديمي، مع إيراد مجموعة وافية من الهوامش التوضيحية في ختام كل فصل، تميزت بثرائها من حيث المعلومات التعريفية والشروح، التي تيسر فهم المصطلحات والإحاطة بالشخصيات غير المعروفة لدى القارئ غير المتخصص.
الجدير بالذكر أن المؤلف – إضافة لعمله الأكاديمي – يعتبر واحدا من فناني ونقاد جيل الشباب بمصر، له مشاركات عديدة في المعارض المحلية والدولية، وحصل على عدد من الجوائز التي كان آخرها فورزه بالمركز الثالث، في مسابقة "الشارقة للبحث النقدي التشكيلي" في دورتها الأولى عام 2008، وهي أول مسابقة متخصصة لنقاد الفن التشكيلي على مستوى الوطن العربي.