التشكيل والمدينة".. شعار مهرجان فاس السابع للفنون

المقاله تحت باب  أخبار و متابعات
في 
10/04/2009 06:00 AM
GMT



 ينظم المرصد الجهوي للمعرفة والتواصل، من 11 إلى 30 أبريل 2009 بأروقة محمد القاسمي والمركب الثقافي البلدي الحرية بفاس، مهرجان فاس السابع للفنون التشكيلية، تحت شعار: "المدينة والتشكيل"، تحت إشراف ولاية جهة فاس بولمان، وبدعم من وزارة الثقافة المغربية، وبشراكة مع الجماعة الحضرية لفاس، وبتعاون مع مقاطعة أكدال، وجريدتي الوطن وفاس بريس. يتضمن برنامج المهرجان أنشطة تربوية وورشات خاصة بالأطفال ودورة تكوينية في الطباعة اليدوية، وندوات فكرية وجلسات مفتوحة مع الفنانين الرواد والشباب، وتكمن قوة مهرجان فاس السابع للفنون التشكيلية في انفتاحه على تجارب الفنانين الشباب وتقديمهم إلى جانب الفنانين الذين حققوا بأعمالهم شهرة وأسلوبا وحضورا مميزا في الساحة الوطنية والدولية.

وقد اختمرت الفكرة الرامية إلى الرقي بهذا الفعل الجمالي والفني، انفتاحا على باقي الفنون البصرية والتشكيلية، و تأكيدا على تقرير لجنة الحكامة لملتقى فاس السادس للوحة، الذي دعا إلى تطوير الملتقى والرقي به إلى مهرجانا يشمل مختلف الأنشطة التربوية والبيداغوجية والورشات الفنية والندوات والجلسات المفتوحة، وفتح النقاش حول التجارب الفنية المتنوعة تقنيا وفكريا، وسيشارك في المهرجان أكثر من 40 فنان تشكيليا من المغرب وفرنسا وكندا وسويسرا والبحرين والسعودية وايطاليا وتونس والجزائر وأمريكا: خديجة طنانة من تطوان، و فاطمة الحجاجي من الرباط، و فوزية السقاط من فاس، ومريم افرحون من الحسيمة، و فاطمة بوسعيد من سلا، وcatiy banneveille من فرنسا، وأحمد العمراني من تطوان، وامحمد ابن كيران من فاس، ومحمد خلوف من تازة، وحسن جميل من فاس، وحميد البوحيوي من كندا، وطنان بوسيف من الرباط، ومحمد حستي من الخميسات، و كريم الشاوي من سويسرا، و Philip grace من أمريكا، ومحمد الريحاني من فاس، وفؤاد الشردودي من سلا، وحسن عاطفي من تيفلت، وسعيد العفاسي من فاس، و أمال صالح زعيم من تونس، وسعيد بقلول من تيسة، وبنسليمان رشيد من فاس، وعبد القادر الخياطي من الرباط، ومحمد الأصيل من فاس، وصديق رحيم من الجزائر، ومحمد بنجلون من فاس، و محمد قنيبو من تازة، وحسن الهواري من فاس، وعز الدين الدكاري من كرسيف، ونور الدين بلحاج من خنيفرة، ويوسف تيتو من أزرو، وعبد الرحمان العرجان من البحرين، ومحمد الزيدي من سيدي قاسم، وهشام المعيدي من فاس، والغرباوي محمود من السعودية، ومحمد السباعي من طنجة، وصديق واصل من السعودية، وكمكول رضوان من فاس. والطيبي صلاح من تازة، وميسون قطب من مصر.

ومن أجل هذا أكد مدير المهرجان الفنان سعيد العفاسي ما يلي :
على الرغم من الاهتمام الذي لا ريب فيه، الذي تقدمه كل الإطلالات النظرية المتشبعة بمختلف التنويعات التقنية والمفاهيمية، التي تكشفها أعمال الفنانين التشكيلين المشاركين، والذين يتحدرون من مدن متفاوتة ومتباينة من زوايا العمارة والسوسيو ثقافي والمعيش اليومي، فعندما نتلقى الأعمال الفنية، ونحن نفكر أساسا في اللوحات وليس في المدينة نشعر أن هناك فتنة قوية وغريبة تأخذ بألبابنا، فتثير سلسلة من التساؤلات والإشكاليات والقلق المقرون بالرغبة في استكناه المعالم الداخلية للوحات، مثلما تدفعنا الرغبة إلى اكتشاف المدينة من الداخل، ما هو الشيء الذي يدفعنا للتفكير في أن تكون هذه المدن/اللوحات؟ وما هو السبب في أنها هي نفسها، بصرف النظر عن تشكيلاتها الظاهرية، تنبني صروحها، وتنكشف ألوانها وخطوطها، أو بمعنى أفضل، يعاد بناؤها في مخيلة المتلقي من خلال محاولة الربط بين متخيل المدينة واللوحة. وما هو الفضاء الحقيقي الذي تخطه، والنطاق الذي تعجل بنا إليه؟، إشكاليات تدفعنا مباشرة إلى داخل نطاق مفعم بالرغبات والشكوك، وبالأحلام والعواطف الجياشة، ومن هنا يمكننا أن نشير إلى أن النشاط الفني إذا استمر في إيقاظ نوع ما من الاهتمام في الوقت الحالي، فبوسعنا أن نضعه في مضمار التناقض الظاهري العميق والمثري، الذي يدفعنا إليه، تناقض بصري معرفي نكتشف عن طريقه كيف أن الرموز الخاصة التي تشكل كل مجتمع في مدينة ما كأفراد، والتي على ضوئها تكتسب قراءتها هيئتها المتنوعة المتواصلة المتذاوتة تحدد على وجه الدقة العناصر التي في نهاية الأمر تأخذ في المطالبة بإلغاء معارفنا، ومن ثمة تذويب هذه المعرفة التي تبتدعنا كأفراد، ويقربنا العمل التشكيلي إلى المدينة المتوخاة. إن المدن غير الموجودة التي يطرحها الفنانون التشكيليون المشاركون في المعرض، تتجاوب مع هذه الغيبية التشكيلية اللامرئية، لتنشئ الذاكرة كعنصر تكاملي يتم عن طريقه بناء الرغبة في هذا الزمن المليء بالأزمان، والذي تتغذى به طفولتنا، فلا نجد أنفسنا أمام اللوحات، بل في مجابهة حلم تتكئ عليه أحجام ومساحات وأشكال وتلوينات وخطوط.

يجب أن تكون مهمتنا في إدراك الجماليات اليومية، هي جعل عمليات صنع المعنى ذات معنى، فصنع المعنى نشاط دنيوي، لم يسم بعد، ولن يسمو أبدا بشكل ملائم وتام، وهو موجود في الفضاءات المتجلية أمامنا، عند عتبة الشعور التي تميز الممارسة اليومية، والمشكلة هنا تكمن في أننا لا نملك حتى الآن سوى مصطلحات عملية اجتماعية، لا تعادل جوهر الأمر، حتى نستطيع أن نصف بها إبداعات الجماليات التي تنشأ مع المدينة ويعمل على إنتاجها الجميع، إنه لا شك في أن اللغة اللفظية تؤدي دورا مميزا في المعنى اليومي، ولكنها ليست دوما الحامل الرئيس للمعنى، لذا فإن التفسير الذاتي أو الجمعي للفاعل الاجتماعي ضروري بالقدر نفسه، لكنه لا يكفي كتفسير كامل، بل يجب أن يعيد التفسير الكامل، تشكيل التوتر الناشئ عندما يفهم كل من اللغة والجمال واليومي على أنها مندمجة معا في فضاء المدينة نفسه، وقد يكون كذلك التفكير في المعنى الثقافي التابع ليس بوصفه من نوع الكلام المنطقي تماما، بل بوصفه منطق الصلة الذي يتسم بعدم التناظر أو الغرابة بين العناصر المتباينة من الشكل الثقافي أو الممارسة والمحكوم عليه حسيا في ضوء الإشباع الفعلي، والعائد النفسي وليس التماسك المجرد، إن جدول الأعمال الفنية المعروضة في المهرجان، والغني بالاحتمالات والتناقضات والإشكالات، قد يخلق تقاربا بين عملية الوصاية المعمارية و تفكير المواطن في الشكل، وذلك من خلال المزج بين أصناف من العوالم المنتقاة والمفروضة، حتى نعمل على تمرين العين ببعض المجموعات الفنية وبعض عناصر المدينة، لاستكشاف أوجه تشابهها واختلافها، نسبة إلى المبدأ المنظم للانتقاء، إن أفضل فرصة لتشجيع الديمقراطية التشكيلية ليست من خلال التشكيلات التي تصنعها المدينة، بل من خلال تحديد التجارب والأنشطة الإبداعية والاعتراف بها ودعمها، وهي التي لا ينظر إليها حاليا على أنها مجرد تجارب وأنشطة فنية تشكيلية، بل هي الآن جزء من ثقافتنا العامة، التي تمد جذورها فعليا في الوسط الاجتماعي وفي اهتمامات المستهدفين بهذه السياسة، وسيكون الدافع الأساس نحو تقوية وتسهيل وتوفير المزيد من الظروف التي تساعد الفنانين والمجتمع على تحسين ما يقومون به، وفهم واستكشاف شروط وجودهم وإمكاناتهم، لترسيخ وجود كل أصناف الفنون، والدفع بها إلى صقل مواهب الموهوبين وتطوير مدارك المتلقي وانفتاح المدينة على التشكيل.

إن الرغبة في تطوير العمل التشكيلي، وخلق فضاء للتواصل ولو سنويا هو الدافع الأساس الذي جعل انتظام هذه التظاهرة الفنية التشكيلية على مدى سبع سنوات متواصلة، بما في ذلك من صعوبات التنظيم ومحاولة إقناع الفاعلين الاقتصاديين بضرورة دعم الملتقى ليصبح مهرجانا بموصفات عالمية يستجيب لحاجيات الجمهور من تغذية فكرية وروحية، وهكذا جاءت الدورات السابقة على الشكل التالي:
سنة 2003 الدورة الأولى بمتحف البطحاء تحت شعار: "الفن والتربية" بمشاركة 20 فنانا تشكيليا. سنة 2004 الدورة الثانية بمتحف البطحاء تحت شعار: "تلاقح الأجيال" بمشاركة 25 فنانا تشكيليا. سنة 2005 الدورة الثالثة برواق المركب الثقافي البلدي الحرية ورواق المركز الثقافي الإسباني تحت شعار: "بصمات جيل" بمشاركة 36 فنانا تشكيليا. سنة 2006 الدورة الرابعة برواق المركب الثقافي البلدي الحرية ورواق المركز الثقافي الإسباني تحت شعار: "نظرات... اختلاف بمشاركة 42 فنانا تشكيليا. سنة 2007 الدورة الخامسة برواق المركب الثقافي البلدي الحرية ورواق المعهد الثقافي الاسباني تحت شعار: "جماليات التشكيل" بمشاركة 50 فنانا تشكيليا. سنة 2008 الدورة السادسة برواق المركب الثقافي البلدي الحرية ورواق البنك الشعبي لفاس تازة ورواق جميل للفنون التشكيلية، تحت شعار: "فاس 12 قرنا من التنوع الثقافي" بمشاركة 30 فنانا تشكيليا.

وهي مناسبة للجمهور لمعاينة أكثر من 160 لوحة تمثل مختلف الاتجاهات والمدارس والتقنيات والأفكار التي تعمل على تقريب الفن التشكيلي إلى المتلقي لخلق ثقافة تشكيلية تروم التربية على قيم المواطنة المبدعة وتحفيز الشباب على الانخراط في الفن بكل تشكيلاته لتطهير الروح من كل الشوائب وتفيعل المشهد التشكيلي بتجارب جديدة، هدفها الأساس الرقي بالإنسان وتهذيب السلوك وتقويم النفس، والسمو بالذوق.