معرض فني يثير تساؤلات حول وجوه لا تظهر فيه

المقاله تحت باب  معارض تشكيلية
في 
28/04/2008 06:00 AM
GMT



 
 
يثير عمل فني للفنان الفلسطيني فوزي عمراني تساؤلات لدى مشاهديه عن تلك الوجوه التي لا 
 
تظهر في صوره وعن ذلك الجيش الذي تخيط ماكينة ضخمة شعارا له.

وقال عبد الجعبة مدير مركز خليل السكاكيني الذي شهد الليلة الماضية افتتاح معرضا للوحات الزيتية للفنان عمراني من مواليد غزة والمقيم في المانيا ولم يحصل على تصريح دخول للاراضي الفلسطينية للمشاركة في افتتاح معرضه "يثير فينا صوت هذه المكانية الضخمة وهي تخيط شعار الجيش العربي تساؤلا عن اين هو هذا الجيش الذي يبدو انه موجود على هذه الماكينة فقط."

وقال الفنان عمراني "هذا العمل الفني (الفيديوارت) وليد صدفة بينما كنت اسير في احدى الزقاق في عمان سمعت صوت ماكينة خياطة فدخلت الى المكان الذي به الصوت فاذا هو رجل يقف امام ماكينة ضخمة يوجد فيها خمس وعشرين مشبك تقوم بحياكة شعار الجيش العربي صورتها."

واضاف "عملت فيلم لحياكة الشعار فقط واردت ان اترك للمشاهد يتخيل ماذا يريد."

ويعرض عمراني في معرضه الذي يغيب عنه ثلاثة انواع من الاعمال الفنية وهي التصوير الفوتوغرافي لصور شخصية التقطها لطلاب كلية الفنون في جامعة الاقصى في غزة حيث كان يدرس الفنون. وفيما يظهر وجه الطلاب في الصور المنفردة لا تظهر وجوه الطالبات بل ما يظهر فيها مؤخرة الرأس والوجه الى الامام وقال عمراني "هذا العمل هو وجه لوجه ولاترى وجوه النساء فيه لان هذا مرتبط بالواقع الذي يعيشه المجتمع."

ومن بين الصور الصارخة في المعرض صورة لمرأة لا يظهر منها شيء مغطاة من اعلى رأسها حتى اسفل قديمها وكانها تلبس خيمة زرقاء والى جانبها بعض قطع الاثاث المغطاة لحمايتها من الغبار.

وقال فريد معجري مدير المركز الثقافي الالماني الفرنسي في رام الله الذي ينظم هذا المعرض لرويترز "ربما ما اراده عمراني من عدم اظهار وجوه النساء ان اراد ان يعكس الواقع في غزة وانا اسافر شهريا الى غزة ويمكن القول غياب للمرأة في الحياة العامة في غزة."
واضاف "هذه الصور تثير فيك الفضول في تخيل صور وجوه النساء التي لايظهر عمراني وجوها فيها."

وتبدو اللوحات الزيتة التي رسمها عمران صارخة تروي حكاية ما يجري في غزة من عنف وقتل وتدمير وقال الفنان التشكيلي الفلسطيني بشار الحروب الذي كان يتمعن في لوحة تبدو اجزاء من اجساد متناثرة مجتمعة معا" واضح جدا تؤثر عمراني بالواقع الذي كان يعيش فيه لقد عمل على نقل هذا الواقع وحوله الى لوحات فنية يمكن ان ترى فيها الاجساد المزقة والالوان الضارخة.

وقال الفنان التشكيلي رأفت اسعد في تعقيبه على اعمال عمراني " الاشكال في لوحات عمراني تحمل دلالات ارتباطه في الوطن وعلاقته بالاحداث اضافة الى تأثره بالمدرسة الالمانية من حيث استخدام الالوان الصارخة."

ويستمر المعرض الذي يقام حتى الثلاثين من ابريل نيسان الجاري في مركز خليل السكاكيني والمركز الثقافي الالماني قبل نقله ليعرض في جامعة بيرزيت.