معرض بباريس بمرور 12 قرن على تأسيس المغرب

المقاله تحت باب  معارض تشكيلية
في 
27/01/2009 06:00 AM
GMT



 مثل الفنان المغربي يونس الخرساني وطنه في معرضه الأخير الذي أقيم في قاعة اليونسكو في باريس مع الفنان الإنجليزي توم يونك الذي يتنقل دائما بلوحاته إلى المغرب، وذلك بمناسبة احتفال اليونسكو على مرور 12 قرن على تأسيس مملكة المغرب في مدينة فاس العتيقة.
عرض الفنانان مجموعة من أعمالهما المميزة التي تعبر عن رؤيتهما الخاصة، فكل منهم قدم نحو عشرة أعمال في صالة العرض التي شاهدها عدد كبير جدا من المتذوقين في زحام شديد يوم الافتتاح.

يعمل الفنان يونس الخرساني بالخامات الطبيعية، حيث يستخدم التراب في إبداع أعماله، الذي يحمل عنده العديد من الدلالات، منها أن الأتربة أصل الإنسان ورمز للطبيعة، فهو يقتني ترابا من أي بلد يقوم بزياراته، وحتى الآن استطاع أن يمزج بين أتربة 26 دولة قام بزيارتها، فهو يحاول توظيف هذه الأتربة لتكون طريقة أو أسلوب لترجمة مشاعره وأحاسيسه كي توصل للمتلقي رسالته الفنية، وهي أن كل إنسان فوق سطح الأرض نشأ من أصل واحد، فهو لا يستطيع أن يجمع كل البشر في شخص واحد، أو كل أتربة الأرض في لوحة واحدة؛ ولذلك يحاول من خلال أعماله أن تصل فكرته للجمهور بأن يجب التعايش والتضامن بين كل البشر الموجودة على سطح الأرض، مع احتفاظ كل منهم بهويته.

 معرض باريس  
 
تخرج الفنان يونس الخرساني من مدرسة جابر بن حيان، وحصل على دبلوم مدرسة الدار البيضاء للفنون الجميلة عام 2001، وبعد ذلك أكمل دراسته الفنية بفرنسا، ومنذ البداية وهو يعمل بالأتربة التي يشعر دوما بأنها جزء منه، وفي هذا العام قام الفنان بزياراة الأقصر حيث دعي في "سمبوزيوم الأقصر الدولي الأول للتصوير، فندمج كثيرا وتعايش مع طبيعة "الأقصر" التي كانت ملهمة له طوال فترة الملتقى، فاختار وقتها أن يرسم وسط الطبيعة في أرض زراعية بالقرنة ومن حوله النخيل والزراعات والجبال التي يراها من بعد. 
 
اهتم الخرساني في بعض لوحاته برسم الأشخاص ولكن بأسلوب تجريدي مستخدما اللون الأسود والأبيض في أغلب مساحات اللوحة بجرأة شديدة وبانفعال واستخدام كثيف للون، مع اهتمامه بالملمس الذي يضيفه على اللوحة من خلال الأتربة. كما أن لوحاته عبارة عن تكوينات لونية تعبر ارتباط الإنسان بالبيئة.

أما الفنان الإنجليزي توم يونج فهو فنان ينتهج الواقعية في الرسم، ويقوم بتصوير الطبيعة في لوحاته، وكذلك رسم الأشخاص حيث يهتم بإظهار الملامح والتفاصيل الدقيقة التي تعبر عن أشخاصه فيصور ما بداخلها من مشاعر. وفي أعماله المعروضة قام أيضا برسم البورتريه برقة شديدة تنم عن إحساسه العميق بالشخصية