ستانلي سبينسرفنان المقدس |
. المقاله تحت باب فنون عالمية اقيم مؤخرا في معرض لاينغ للفن في مدينة نيوكاسل بالتعاون مع تيت ليفربول معرض لاعمال الفنان الانكليزي ستانلي سبينسر (1891-1959) يضم المعرض مجموعة مهمة من لوحاته وتخطيطاته التي غطت مراحل مختلفة من حياته الفنية . يرتبط اسم ستانلي سبينسر بالتمثيل السيريالي لوقائع الانجيل من خلال تجسيد ما يرويه الانجيل على ارضية قريته التي قضى معظم سنين حياته فيها وهي قرية بيركشير في كوكهام. حيث اقترن وعيه الديني المرتبط بحكايات الانجيل مع حبه الخاص لقريته مما جعله يلبس هذه الحكايات ازياء و طقوس حياته وحياة عائلته واصدقائه وسكان قريته في محاولة لتمجيد حياة السلام والمحبة التي عاشها في هذه المنطقة.
يعكس اسلوب سبينسر اعجابه بالفن المابعد الانطباعي من خلال التعامل اللوني ومن خلال تكويناته في بعض اللوحات مثل لوحة جامعو التفاح التي تذكر بلوحات غوغان كما تعكس الكثير من لوحاته التنوع والاشراق اللوني الذي يشي بارتباطه بمفردات المكان. لقد اعطى الحس المقدس في رؤية الفنان ستانلي شخصياته بعدا ميتافيزيقيا عبر الاوضاع الغير الطبيعية لشخوصه في محاولة لنقل وعي المتلقي من عالم المقدس الى واقع المدينة من خلال جعل اجواء المدينة وطقوسها ارضية لقصص الانجيل، (من خلال الاوضاع والحجوم غير القياسية للشخوص) . هذا من ناحية ومن ناحية اخرى تذكر بعض اوضاع الشخوص في لوحاته بالايقاع الميتافيزيقي لشخوص شاغال كما في لوحة الجسر. يعتبر النقاد سبينسر من الفنانين المبدعين الذي تركوا اثرا كبيرا في الفن الانكليزي المعاصر . وانا اظن ان هذا الفنان يمثل امتداد للواقع الحلمي الذي افرزته بعض اعمال مابعد الانطباعية والتنقيطية من خلال توظيفها في تجسيد المقدس مع الاحتفاظ بالروح المحلية فكانت لوحاته توثيقا حلميا مع بعد مقدس للمدينة التي احب. |