الفنان السوداني هيثم الطيب للراية: معظم الفنانين يخافون اللون الأسود!

المقاله تحت باب  أخبار و متابعات
في 
03/05/2008 06:00 AM
GMT



التشكيل السوداني يتميز بمرجعية تراثية كبيرة ومتنوعة جداً
هيثم الطيب فنان سوداني شاب من مواليد عام 1971 تخرج من كلية الفنون الجميلة بالخرطوم عام 1995، شارك في معارض كثيرة كان آخرها معرض السودانيين بالجمعية القطرية للفنون التشكيلية قبل نحو أسبوعين، والطيب يقيم بالدوحة منذ عشر سنوات لكنه يقيم معرضه الشخصي الأول يوم الأحد القادم في المركز الثقافي الفرنسي بالدوحة .. حول عدم استعجاله بإقامة معرض شخصي حتي الآن، والحركة التشكيلية السودانية في الخارج، والساحة التشكيلية القطرية حالياً، وموضوع معرضه القادم "الراية" التقت معه فدار الحوار التالي: 

س. لماذا المعرض الشخصي الأول الآن، رغم أنك تخرجت منذ سنوات طويلة من الكلية؟
ج. سؤال في محله، في الواقع لم أكن متعجلاً في إقامة معرض، بل كانت لدي أولويات أخري تتعلق بدراسة أسلوبي الخاص والإضافة التي يمكن أن أحققها في تجربتي، شاركت في معارض كثيرة، لكن أعتقد أن المعرض الشخصي أمر مختلف، طبعاً لم تكن السنوات الماضية خالية من العمل بل كنت أقوم بالبحث المتأني والمحاولات المستمرة لاكتشاف الجديد، ولاحظت أنني كنت غائباً أو مغيباً في منطقة تشكيلية محددة، ولعلي استطعت الخروج منها أخيراً.

س. عبر هذا المعرض؟
ج.  نعم، المعرض يحمل عنوان "الرقص مع الأسوَد"، فمن المعروف أن معظم الفنانين يخافون اللون الأسود ويتهربون من استخدامه في لوحاتهم، طبعاً لأسباب معروفة تكمن في صعوبة التعامل معه، وصعوبة مؤالفته مع الألوان الأخري، أنا حاولت أن أقدم تجربة مختلفة في هذا المضمار، لم أكن خائفاً، بل كنت متحفزاً ومستعداً للعمل مهما كانت النتائج، والآن لدي 47 عملاً كلها مبنية علي اللون الأسود بشكل أساسي حتي أنني سميت المعرض ب"الرقص مع الأسود".

س. تستند غالبية التجارب التشكيلية المعاصرة علي فكرة "التصميم" المسبق للعمل، باعتبارك مصمماً هل تري أن التصميم يقيد العمل أم هو عنصر ضروري؟
ج. أحياناً التصميم يقيد العمل بالفعل ويحد من تلقائية الإبداع وعفويته، وأحياناً العكس، بالنسبة إلي التصميم ضروري.

س. برأيك ما الذي يميز التشكيل السوداني بين الحركات التشكيلية العربية المعاصرة؟
ج. يتميز بمرجعيته التراثية الكبيرة والغنية والمتنوعة جداً، وذلك يعود إلي حجم السودان وكمية القبائل والعادات والتقاليد والمراحل التاريخية التي مر بها وبيئاته الجغرافية المختلفة من الشمال إلي الجنوب ومن الشرق إلي الغرب.

س. شهد الفن التشكيلي السوداني طفرة واضحة في مرحلة ماضية، برأيك هل هو في ازدهار أو انحدار حالياً؟
ج. أعتقد أنه في ازدهار، فالهجرات الكثيرة والمتعاقبة للفنانين التشكيليين السودانيين إلي مختلف بقاع الأرض وفي كل القارات خصوصاً في العقدين الأخيرين رفدت الحركة التشكيلية السودانية بمؤثرات وفضاءات متنوعة علاوة علي الثراء التشكيلي الذي تميزت به، وهذا يدخل في باب "رب ضارة نافعة".

س. هناك عدد كبير من الفناني التشكيليين السودانيين في قطر، هل ثمة ما يميزهم هنا؟
ج. من المعروف أن التشكيلي السوداني متمسك بتراثه وخصوصيته المحلية، لكننا اليوم في عصر العولمة الذي دخلته قطر بقوة، هناك حركة تشكيلية قوية بشكل عام في كل منطقة الخليج، وقد استفاد منها التشكيليون السودانيون، في الإمارات وفي الكويت، وهنا في قطر التي تشهد نشاطاً تشكيلياً لا ينقطع .. يكفي أن الدوحة سوف تحتضن معرضي الأول يوم الأحد القادم، وأدعو إليه كل مهتم بالفن التشكيلي.