كل المدارس وكل النساء في ريشة عفت حسني

المقاله تحت باب  معارض تشكيلية
في 
12/06/2008 06:00 AM
GMT



يهتم الفنان التشكيلي عفت حسني في أعماله بإبراز الجمال من خلال تأكيد قيم الشكل واللون والبناء التشكيلي حتى تصل أعماله الى المتلقي، وتدفع إلى إعمال الخيال ومواكبة العصر وتعبيره عن الواقع محمل بخصوصية مختلفة فالواقع في أعمال الفنان عفت حسني ليس تعبيراً حرفياً عن الواقع المعاش، ولكن الذي تراه عين الفنان مضافاً اليه دراما واضافات صنعتها احاسيس ومشاعر اقرب الى الحلم.

القاسم المشترك في معظم لوحات عفت حسني في أحدث معارضه ''روح الواقع'' هي المرأة المحملة بمشاعر وأحاسيس درامية حركية، وتبدو نساء عالم عفت حسني حالمات وتمتزج أرواحهن بلمسة جمالية مع الموسيقى وأوراق النباتات والزهور لتعبر عن ايمان الفنان بإظهار الجمال في كل لوحاته التي تتسم بطابع انساني ولا ترتبط بمكان أو زمان محدديْن يضاف الى كل ذلك تأثر واضح باكثر من مدرسة فنية فهناك ملامح للتعبيرية والرومانسية والتكعيبية والسريالية والتأثيرية والوحشية برؤية تعكس استيعاب الفنان لتلك المدارس جميعاً.

يقول الفنان عفت حسني إن لوحات معرضه ''روح الواقع'' نتاج تحريك وإضافات جمالية ودرامية صنعتها احاسيس ومشاعر وصياغة آقرب الى الحلم داخل اللوحة سعيا وراء الجمال الذي يهدف الى الوصول لروح المتلقي، وتذوق درجة الإبداع الفني في اللوحات عن طريق الاشكال والألوان والبناء التشكيلي من أجل تجميل الواقع ومداعبة مشاعر الناس واحاسيسهم وحضهم على الالتفات الى الجمال بعيداً عن النقل الحرفي للواقع أو ما تراه عدسة الكاميرا.

واضاف أن الواقع الذي اشتغل عليه ليس محدد الوصول للناس بزمان أو مكان ولكنه واقع يشمل الكون والحياة بأسرها وتؤكد الأعمال هذه النقطة لهذا لا تبدو غريبة على المتلقي ويشعر معها بالألفة والود فهي الأعمال مواكبة للعولمة ومحملة بمشاعر انسانية لاتنفصل عن الهوية العربية التي هي جزء مهم في حلقة الحضارة الانسانية والاعمال جميعها تعبر عن رؤية فنية خاصة للعالم الذي يعيشه الفنان ويتجاوب مع ما يحدث به ويحاول ترجمة هذا الواقع بشكل جمالي يركز على مغازلة مشاعر الناس والوصول اليهم.

وقال إن أعماله نتاج ثقافة فنية متنوعة من الشرق الى الغرب ورؤية خاصة للواقع الذي يحياه ويتلمس مواطن الجمال فيه واذا كان معرض ''روح الواقع'' احتفى ورصد مواطن الجمال من خلال التركيز على المرأة باعتبارها محور الحياة فإن هناك اشياء كثيرة في هذا العالم تشده كأوراق الشجر والموسيقى وثنايا القماش، والصخور وكلها تحظى بجمال خاص يستطيع ان يعبر عنه فنيا من اجل تجميل الواقع وهذه الرؤية الواقعية يصاحبها اسلوب ومدرسة وألوان تعتمد على الحالة الفنية والمزاجية للفنان، وتختلف من عمل لآخر.

وأكد أن الحداثة ومواكبة المدارس المعاصرة موجودة بقوة في لوحاته لانه مقتنع بأن لها دوراً كبيراً في التعبير عن الواقع بخصوصية وهوية واضحة والفارق الاساسي في قدرة الفنان على ان تكون له مجموعة عناصر يقدم بها خلطة فنية تميزه عن باقي الفنانين، ويعتقد أن تأكيده على جماليات العمل الفني يميز أعماله كفنان شرقي لا ينفصل عن العولمة والحداثة، وقد يجلس امام لوحة ما فترة طويلة يضيف ويحذف منها ما يشاء حتى يخرج العمل الفني معبراً عن رؤيته الخاصة. وقال إنه يستخدم الألوان ويعيد صياغتها بشكل جمالي، ومن الصعب أن تجد لوحة تشبه الأخرى، وهو حريص على استخدام كافة الألوان التي تضيف الى العمل، ولا يخاف لوناً ما أو يتقيد باستخدام ألوان بعينها، ففي لوحاته كل الألوان التي يشعر بأنها تخدم العمل الفني، ويفضل اللجوء إلى خامة الزيت والاكليريك في اعماله، لأن الخامتين تعطيانه نتائج مرضية.