حلمي التوني اكتشف علاقة الحب بين المرأة والموسيقى

المقاله تحت باب  معارض تشكيلية
في 
29/05/2008 06:00 AM
GMT



خيط رفيع يربط بين المرأة والموسيقى ويعكس مشاعر السرور والحنان والحب والصفاء هكذا أراد الفنان الكبير حلمي التوني أن يقول في معرضه الأخير ''موسيقى شرقية'' من خلال 23 لوحة زيتية تتألق فيها المرأة ـ البطل الأثير لحلمي التوني في كل اعماله ـ مع آلات الموسيقى الشرقية بخطوط وألوان وأفكار تثير البهجة وحظيت لوحات المعرض بالاعجاب وتم بيعها كلها خلال الأيام الاولى من المعرض الذي استضافته قاعة بيكاسو بالقاهرة.

القاهرة - لوحات المعرض تمتزج فيها الآلات الموسيقية القانون والعود والناي والرق والكمان، مع مشاعر المرأة وأحاسيسها. والمرأة في أعمال التوني من وحي ذاكرته البصرية ولا يستعين بفكرة الموديل اثناء الرسم، والمرأة هنا مرة طفلة تحتضن آلاتها الموسيقية ومرة تمتطي جاموسة رمز الخير والصبر والحب، ومرات هي فتاة تعزف على العود أو الكمان أو الناي بحب واندماج حتى علاقة المرأة بآلة الكونترباص فيها صداقة لافتة. وكل لوحات المعرض تتزين بألوان ساخنة وطازجة تبدأ من الأحمر وتكتمل بكل الألوان الطبيعية من الازرق والاخضر والبرتقالي والاصفر والرمادي والاسود.
ويقول الفنان حلمي التوني انه فوجيء بان لوحات المعرض احدثت السرور والبهجة لدى رواد المعرض ولم يكن يعي وهو يرسم أن تأثير اللوحات سيكون بهذا الشكل فعقله الباطن تغلب على موقفه المتشائم مما يحدث على كافة المستويات. وأضاف ان كل معرض يقيمه يحمل موضوعا واحدا لانه يرى ان الفن التشكيلي مثل الرواية يجب ان يحمل موضوعا واحدا برغم التفريعات والتفاصيل، وبالنسبة للموسيقى فانه يهوى سماع الموسيقى الشرقية والغناء العربي الأصيل وعندما فكر في موضوع المعرض وهو الموسيقى الشرقية وعلاقتها بالمرأة ـ بطله الدائم ـ وعندما بدأ العمل وجد أن العلاقة بين المرأة العازفة والآلة الموسيقية علاقة عاطفية فالعود في يد المرأة مثلا كأنه طفل وهي علاقة تترجم المشاعر بصدق. ويرى حلمي التوني ان اكتشافه لهذه العلاقة العاطفية وتركيزه على تصويرها جعل الناس يتعاطفون مع لوحاته وكأنهم في حاجة للحنان والسرور وقد تطورت الأمور معه اثناء اعداد اللوحات حيث دخلت الموسيقى عالمه الفني وخرجت نتائج مبهرة مثل لوحة الفتاة والناي التي اكدت مع غيرها من اللوحات ان الفن غير المباشر هو السبيل للوصول للناس والفنان يحتاج الى أن تصل اعماله الى الناس. ويقول انه يلجأ الى فكرة الاسكتش قبل ان يبدأ الموضوع الذي يريد ان يرسمه وبعد ان يدخل التجربة يجد الافكار تتوالى وينجز اللوحة تلو الأخرى وهو ما يجعله مستمتعا بالتجربة ولهذا لا يلجأ الى فكرة الموديل فكل بطلاته من ذاكرته البصرية المختزنة ويفضل أن تحمل بطلاته شخصيات وأشكالا مميزة على مستوى الوجه والملابس والألوان، أما عن تطعيمهن بالرموز الشعبية فتلك عناصر مكملة لموضوعه الرئيسي.

ويضيف انه يحاول ان يحدث توافقا بين الرموز الشعبية والفكرة الرئيسية في اللوحة مما يوجد نوعا من الدراما البصرية والرمزية مثل علاقة السمكة رمز الخصوبة في الفن الشعبي ببطلاته حيث تحولت السمكة الى رفيق للمرأة وموضع سرها وكذلك بقية الرموز مثل الهدهد والبيضة والمصباح الكهربائي فكلها تنقل اللوحة الى قضية وحالة وتدعم الفكرة الرئيسية للعمل الفني.

وحول الالوان قال التوني انه لا يخشى من استخدام أي لون ويفضل الأحمر والازرق والبرتقالي والاصفر والاخضر فكلها تضفي على اللوحات احساسا بدفء المشاعر فضلا عن انها الوان صريحة وساخنة وقريبة من المتلقي ولعبت دورا بارزا في إضفاء احساس رقيق على بطلات لوحاته وكلهن نساء انعكست مشاعر الرومانسية والحب والحنان على ملامحهن، أما عن الخامات المستخدمة فهو لا يبتعد عن خامة الزيت لانها طبيعية وتزين اللوحة وتعطيها ثراء فضلا عن الراحة التي تمنحها له كفنان.