خمسة تشكيليّين يعرضون تجاربهم في متحف الشارقة للفنون

المقاله تحت باب  معارض تشكيلية
في 
18/05/2008 06:00 AM
GMT



أقام متحف الشارقة للفنون مساء أول أمس ندوة فنية بعنوان ''الفنان المحلي-تجربة ذاتية'' في مقر المتحف في الشارقة القديمة، استضاف خلالها خمسة فنانين من الذين أسهموا في رسم المشهد التشكيلي المحلي في الإمارات، وهم: محمد كاظم، جاسم العوضي، كريمة الشوملي، نهى أسد والدكتورة نجاة مكي التي لم تحضر هذه الندوة بسبب انشغالها خارج الدولة، وقد أقيمت هذه الفعالية باقتراب اليوم العالمي للمتاحف الذي يصادف بعد غد 18 مايو ،2008 والذي أعلن عنه عالمياً تحت عنوان ''المتاحف وسيلة للتغير الاجتماعي والتطور''.

 
العوضي يطرح تجربته وبجانبه هند بنت درويش - متوكل مبارك

وقد تضمنت هذه الفعالية، وهي الأولى في هذه المناسبة، عرضاً سردياً للتجربة الشخصية لكل واحد من الفنانين المستضافين، وشرح علاقتهم بإنتاجهم الفني، هذا بالإضافة لمعرض فني، إلى جانب التي الندوة عرض الفنانون فيها بعض أعمالهم. بدأت الندوة بكلمة هند بنت درويش أمينة متحف الفن العربي المعاصر في الشارقة ومنسقة عامة لفعاليات هذه الاحتفالية لهذا العام والتي رحبت من خلالها بالفنانين الذين لبّوا دعوة المتحف لهم من أجل عرض تجاربهم الشخصية، وقد أشارت ضمن كلمتها إلى التجربة الفنية الإماراتية الغنية والمتنوعة والتي بدأت تنافس التجارب الفنية العالمية بحضورها وغزارتها، بعد ذلك قدمت للفنان جاسم العوضي ليكون أول المتحدثين عن تجربته الفنية، والعوضي أحد الفنانين الإماراتيين الذين عملوا على التصوير الفوتوغرافي، فكانت تجربته غنية في هذا المجال الفني الذي بدأ يتوضح كنوع فني مستقل في الإمارات منذ سبعينات القرن المنصرم، وقد تحدث العوضي من خلال تجربته عن تاريخ هذا الفن في العالم بشكل عام، وفي الإمارات على وجه الخصوص، وقال عن ذلك: ''لقد بدأت حركة التصوير في الإمارات في عقد السبعينات عندما بدأ مصورون شباب وقتها في محاولة ذلك لتسجيل لحظات معينة، أمثال حسن الشريف ومحمد يوسف وعبدالرحيم سالم وآخرين، وقد حاول هؤلاء مع غيرهم تغيير مفهوم الفن محلياً بفضل خلفيلتهم التعليمية المختلفة''.

بعد ذلك قدمت الفنانة الشابة نهى أسد سرداً عن علاقتها بالفن منذ بداية دراستها للتطبيقات الإعلامية في كلية التقنيات في دبي قسم التصميم الجرافيكي، مروراً بعملها الأول في الفن المفاهيمي، وهو مشروع تجريبي تحت عنوان ''مروحة''، وهو عمل ينقسم لعدة أجزاء، الجزء الثاني منه هو ''الكراسي''، وهو صور فوتوغرافية لأشخاص متعددي الجنسيات، وهو نفسه التي تشارك به في المعرض المقام على هامش الندوة، انتهاء بالحديث عن أعمالها الأخيرة، وقد قالت إن أغلب أعمالها لها علاقة بالإنسان والبيئة المحيطة به وبما يتأثر به من مشاكل وتراكمات، وإنها تتعامل مع المتلقي كجزء من العمل وليس كعنصر مستقل عنه.

أما الفنان محمد كاظم فقد تحدث عن استخدام الفنان لوسائل عديدة لإنتاج عمله الفني، وقد قال إن الفن البصري قد تميز بالتعددية في طبيعة الإنتاج، لذلك نرى الفنان يستخدم وسائل حديثة فقد يلجأ للمصنع لإنتاج عمله، لاسيما بوجود حرية كاملة لدى الفنان في مفهوم إنتاجه للعمل الفني، مما جعل الأعمال الفنية متشبعة بوسائل وعناصر فنية متنوعة ومتشابكة لدرجة إرباك القراءة النقدية للعمل الفني المعاصر، فلا تستطيع في بعض الأحيان وضع بعض التجارب في خانة تيار أو مدرسة فنية معينة.

كما قدم شرحاً عن أحد أعماله المشاركة في المعرض، وهو بعنوان ''جيراني'' ومؤلف من مجموعة صور فوتوغرافية لغسيل منشور ربما يكون لأحد جيران محمد كاظم المقيمين، ومن خلال الملابس ألوانها وشكلها يقدم رؤية كاملة عن شخصية صاحبها ووضعه الاقتصادي وعمله.

أخيراً كانت الفنانة كريمة الشوملي التي قالت إن أعمالها الفنية تتمحور حول هموم الإنسان ورؤيته وموقفه، فهي تقوم بترجمة الأفكار باستخدام الوسيط المناسب للتعبير عنها وحرية اختيار أي نوع من أنواع الخامات التي تخدم الفكرة دون التقيد بالأسس الفنية المألوفة باعتبار العمل الفني ليس منتجاً جمالياً بقدر ما هو منتج فكري مترجم تشكيلياً.