تغريد البقشي : الرسم بأعتباره بصيره لأكتشاف الأعماق

المقاله تحت باب  مقالات
في 
30/10/2009 06:00 AM
GMT



لوحاتها وقد امتلأت بزيت المعرفه هي رحيل دائم في بهاء المعنى ..
 وهي تكثيف  حي بغية وعي كل آحتمال بعيد .
وهي مسكونه بهاجس البحث عن الجذر المركب للكتمان  وللسر الكوني داخل ارواحنا اللائبه..
فأن   لوحة تغريد البقشي لا تكشف جمالياتها  المميزه فقط .. بل تكتشف عن مبحث الرسم في سيكولوجيا  خاصه كمن يكشف حجابا عن اعيننا .. لنتأمل التلغيز و ثمرة الصمت ..
في لوحاتها  تكثيف عميق  لرؤية الرسم  وليس وظيفته حين يكون الأنسان هدفا .. وتكون المرأة مركز بوح لانهائي  يكتسح العمل الفني .. ويمسك بتجربة الرسامه لعقود
ان اعمال تغريد البقشي نموذج لتكثيف الأشكال لتغدو اشارة الى اسلوب رسم بعنايه .
*
مع انها لم تغير كثيرا اسلوبها ، بل اشتغلت عميقا على تطويره ، فأنني ارى احيانا ملامح انطباعيه جديده في قوة اللون وصرامة حدود الشكل ..
 لكن التعبيريه لاتغادر اسلوبها وهي تنشغل بتطوير جوهرعملها الفني لعقود متتاليه ..
الأنسان  عندها كمصدر فني ومصدر معرفي حيث تنشغل بمقاربة حية ومتواصله لللامرئي ..وللحضورولذلك تتمركز اللوحة دائما حول شخصياتها التي تكشف لنا كل عناصر التأويل المدهش
*
ومن عناوين معارضها : ومض الألوان ، شجون ريشه ، ضوء من الداخل ، بياض1  وبياض 2 لى وغيرها من المعارض الشخصيه والأسهامات  المشتركه  .. ترسم لنا تغريد البقشي سيرة تجربتها كمن يميزبين اللون والعباره ..
 في براءة ابجديتها لغه حكيمة تحتفي بدهشتنا . كل متوازيات عملها اشارات الى تناظر ينبني على ادراكنا لحواس بصيرة حره تبتكرها اللوحه لوجودنا المأخوذ بسكونه .
ثمة سماء كتومه تحيط جوهر اللوحه .. افق ينفتح لحريه محدده .. وحركه ايمائيه مثل معجزة تنبثق من قلب اللوحة لتشير الى قنديل معرفةٍ قديم..
*
لوحتها الأخيره خمسة نساء 2009 تشير الى افضية نفسيه تتذبذب داخليا رغم حدود الشكل والحركه
الآن استطيع ان اقرأ بعمق وجوها تبتكر لي بابا اقف عنده واطل على كون من التفسير لمشهديه عميقه في واحدة من آواخر اعمالها الجديده  .. وتبدو ان حرية تغريد ليس في كسر حدود اللوحة بل في تكثيف كينونتها داخل افضية تنطوي على المفاجئة والأدهاش .
لم تخرج شخوصها من عدم الذكرى بل من انسجام الجدل الداخلي لذاتها ، وهي التي تنشغل في منح الواقع الكثير من جهدها التربوي والأنساني ..
ان شخوصها هم مخلوقات عالمها المسترسل في الأمل .. تستخرج غموض  شخوصها ولاتكشفه وتعيد تكريس نتائج تجربتها في الرسم لتستميل تطلعنا لأكتشاف الأعماق الصعبه .

*
تغريد البقشي رسامة مكرّسه في المشهد التشكيلي السعودي ،
 حيث تقف منذ اكثر من عقدين من الزمان حاملة قنديل رؤى ليشتغل الرسم على خرافة وجودنا العميق .. واكتشاف غموضه ..
وتلك مزية عملها الفني دائما