فاطمة لوتاه : اخوّة الشعر .. اخوّة الرسم |
المقاله تحت باب مقالات غزل ابجدية شاعر بعيد يكتشف اتجاهات الضوء.. لكن الرسم يراه يتعقبه في انخطافه ..
مثل نبوءات عصور .. وتواريخ لحبر اسطورة العشق وهذياناتها وجنونها .. تحاول اللوحه ان تعطيها حضورا لونيا.. كما تفعل الرسامة الأماراتيه فاطمه لوتاه .. والشعر هنا وهو في في خيال العباره يطلق صوتياته .. عبارات تحفر قسمات للوقت وللأشياء . ثمة تخييلات- كما الرسم ، واحالات ، و اسماء رماديه لأمكنة وتفاصيل يسميّها الشعر.. يقتصنها الرسم مثل بوصلة تشير الى اتجاه المخيال والى شراكة الشعر حيث تفعل التجربه مؤثراتها كأحتفال لبخور لوني .. اشياء وتفاصيل كأنها لاتنجب سوى انفعالتنا القتيله .. الشعر يصّوت من حولها ، يندب الذكريات ويستعيد ملمح الحدث .. ملمح العاشق او المكان .. ملمح الحبيبه ..او الذكرى ..انه كمنجز تخيلي لفظي يحاول ان يرسم الحب في اعتى صور الجنون ... لكنه يبقي للرسم مساحته . * الرسامة الأماراتيه فاطمه عبد الله لوتاه ، اجترحت للشاعر مكانا في لوحاتها وهي تعطي قصائده بعدا بصريا .. وبعدا زمكانيا في تجربتها التشكيليه في مؤاخاة الشعر ( غزل – دبي 8 – 9 ايلول سبتمبر 2009 ) ؛ الشاعر العاشق الحميم في مفرداته ، عزلاته ، وفي صوته وهو يلوّن شكل القصيده كما بحر يؤاخي العطش ..وكما خليج يبحث عن حريته بين ضفاف ومسافات. في تجربتها التي تتكرر قي دبي ثم في ابو ظبي 2009 محاولة لكي تكتسي الجداريه فكرة الحرف ، وتخييلاته ومروياته اللونيه ، وفي لوحاتها ا حالة الى قصيده لونيه تبتكرها الريشه .. انها تكريس لصوت الشاعر الخليجي في نبطياته ..ا و تداعياته الحرة وغزلياته بأية لغة او اية وسيله حيث يحولها الرسم الى ذكرى .. وابعاد شاخصه واشكال وتجريدات . * العبارة عند فاطمه لوتاه تتحول من معطى صوتي الى معطى بصري . كأنها ترسم في حالة غيبوبه لتسترجع مالاتراه .. الشيء ووصفه .. الشيء ونقيضه ايضا . تتحول اللغه في لوحات فاطمه لوتاه الى بحر احمر يتموج لونه مثل قدريّة .. حبر ينسكب على خامة لوحتها ليصير ابعادا متفرده في منظورهاوتجانسها .. وتضادها العميق مأسورة بصوت الشرق في حشرجة الشاعر ومأخوذة بالغياب في تداعي دلالي وبصري يكسر رتابة اللون ويتجاوز وقع اللغه . * الحروفية هنا تصير اشارات صوتيه مرسومه بتواز لوني . اشكال بصريه لحالات ذهنية تصنعها القصيدة لكن الرسم يطلق اعماق التلقي مثل موج من مشاعر تتدفق تحت خدر خاص.. انفعالاوتناغما . ومثلما تصنع ثياب الشاعر تكتسي اللوحة عند فاطمه تجريدات تحاول ان تخلق متوازيات صوتيه ولونيه لهيأة الشاعر – هيأة القصيده .لاتزيين في هذه التجربه .. ثمة تجريدات تخرج عن دلالة العباة الى دلالة اللقطه البصريه كما يطلقها الرسم على فضاء اللوحه .. وفاطمه لوتاه بين ايطاليا والخليج تقيم طقوسا لولادة جيده لمعنى المسافه .. الغرب بتجاربه العابره .. والشرق بكل مخزوناته اللفظيه والبصريه المؤجله .. حيث تحاول اللوحة هنا ان تبتكر طريقا لحرير الحريه .. العشق وغزل العباره ونظارة الحب في ثياب طهرية الصحراء .. الأفق الذي يمزج اللون الترابي ببريق ضوء متكسّر على سطح لوحه بيضاء . * تخرج فاطمه لوتاه قرارة الشاعر، تكشفها ، في عناق اللون وتاريخ العباره ومعناها وكأن الرسم يلقي شباكا ليقتطف العباره ويبعثها مثل حياة مفقوده تستعيد حضورها الحسي ونظارتها اللونيه وفي لوحاتها الثمان وجداريتها التي عرضتها في دبي تضادات وتوازيات للأشكال بين حروفيه مدغمه وتعبيريه تجريديه تزيح جبلا من غزل العبارات الى نبع من دم ومياه يصنع افق اللوحه .. فاطمه لوتاه كرست مؤاخاة الشعر والرسم .. ومنحت الشاعر في تجليات عشقه مكانا وسط حواس اللون .. وفضاء التكوين . |