طلعت عبدالعزيز: يكفي أن الفن يسلبنا شيئاً من هموم الحياة

المقاله تحت باب  مقالات
في 
16/06/2009 06:00 AM
GMT



 نشأ التشكيلي والناقد طلعت عبدالعزيز، في بيئة ريفية صعيدية تكنز بالموروثات الشعبية التي ظلت تلقي بظلالها على أعماله منذ الطفولة، ولا يمكن لفنان صادق أن يعبر عما بداخله سوى بمشاهداته منذ صغره انطلاقا من بيئته التي عاش فيها، حيث يتناول طلعت الموروث الشعبي والبيئة المصرية في معظم أعماله، ولديه إيمان كامل أن الانطلاق للعالمية، لا يأتي سوى من المحلية والحفاظ على التراث.

ويعد طلعت عبدالعزيز من التشكيليين العرب المتميزين في تناولهم للموروث الشعبي والبيئة المحلية في أعمالهم الفنية، فقد اشترك في العديد من المعارض داخل مصر والمملكة. وعن ممارساته الفنية كتشكيلي وناقد فني يقول طلعت:" ليس من الضروري أن يعلمنا الفن شيئا.. يكفيه أن يسلبنا شيئا من هموم الحياة اليومية".

وعن اعماله الفنية يرى الناقد الأستاذ الدكتور ياسر منجي في قراءة نقدية عن أعماله أن طلعت عبد العزيز من جيل الاصلاء الذين ينتمون إلى تطويع المسار الحياتي للمواءمة بين مقتضيات العيش الكريم والمتطلبات الملحة لمواهبهم و فنهم الأثير."، ذلك الفنان المصري الصعيدي الذي تفتح وعيه المبكر على الإنجازات البصرية التي شادتها عبقريات جذوره الفرعونية منذ عصور فجر الضمير ماثلة في آيات فنية موشومة على جسد الصخر بطول الوادي الخصيب. آثر "طلعت" أن ينضم – مخلصا في ذلك لفطرته الشرقية الصعيدية المتأبية على النفاق الرخيص – إلى زمرة الهاجرين لسياق التهافت هجرا جميلا، مطوعا

ساره العملي ليوائم متطلبات فنه؛ حيث اتخذ من هذا الفن بعينه تكئة لكسب لقمة العيش، فاختار أن يتخصص كمصمم جرافيكي يتخذ من أدوات الرقمنة وسيطا يصوغ به متطلبات أعماله الموظفة تجاريا، ليخلو ليلا إلى وسائطه اليدوية الأثيرة في سويعات مسروقة من رحم الغربة –ملتمسا عزائه في أعماله و تأتي أولى الملحوظات فيما يخص أعمال "طلعت" في كونها لا تندرج تحت تصنيف ثابت يمكن أن يدرجها ضمن مذهب بعينه أو أسلوب واحد من أساليب المدارس الفنية المتباينة؛ وان كادت تميل الى المدرسة الواقعية التعبيرية في اعماله الشعبية الأخيرة ، و هذه السمة عامة و مشتركة بين فئة الفنانين غير المتفرغين التي ينتمي إليها فناننا، فهم لا يتحيزون لمذهب بعينه بسبب تفرق أوقات الإبداع – و هو ما يتعارض مع العكوف على استبطان مذهب بعينه – من
جهة و من جهة أخرى بسبب حنينهم الجارف و نهمهم إلى الارتماء في أحضان الفن بدافع المتعة الشخصية و التماس العزاء لا بدافع الظهور في الحركة – التي أعطوا ظهورهم لها أصلا – كرواد مدرسة بعينها.