الفنان التشكيلي السوداني محمد حمزة 30 عملاً تشكيلياً هيمنت فيها صور البورتريه

المقاله تحت باب  معارض تشكيلية
في 
11/03/2009 06:00 AM
GMT



في معرضه المقام حاليا في فندق الملينيوم بأبوظبي، يعرض الفنان التشكيلي السوداني محمد حمزة 30 عملاً تشكيلياً هيمنت فيها صور البورتريه عبر تناول الوجوه وتجسيد ملامحها بدقة متناهية.

نفذت اللوحات بثلاث مواد وهي الزيت على الجمفاص والمائيات والفحم وتراوحت أحجامها بين 4040 سم و80100 سم.

بدا اللون لدى محمد حمزة ذا إيقاع في تشكيل وبناء اللوحة حيث تنتمي أعماله إلى مدرسة الخرطوم التي تضم عثمان وقيع الله وإبراهيم الصلحي ومحمد أحمد شبرين الذين مازجوا بين الرؤية والتصور من أجل خلق مجال فني يعبر عن الثقافة السودانية حتى تأخذ هوية منفصلة عن الثقافات الأخرى.

كان اهتمام محمد حمزة بالبورتريه ليس اعتباطياً بل ينطوي على مغزى توظيفي عندما يستخدم أرضية أو خلفية اللوحة لتعطي البورتريه تصويراً مختلفاً.

وجوه لنساء في أوضاع مختلفة التقطها ضمن تجربته الأوروبية وأخرى لأفارقة بلباس وطني، وشيخوخة ساهمة ومحاربين في عدة القتال القبلي، وكل ذلك يزينه بالاكسسوارات الشعبية التي تحمل معها تاريخها الموروثي، بالإضافة إلى انشغاله بحركات الصبيات لاعبات الباليه بلباسهن القصير ''التنورة البيضاء'' وبإيقاع أقدامهن الرقيقة.

يمزج محمد حمزة ثقافات متنوعة متخذاً الجسد ساحة للعب في الفن التشكيلي حتى ليبدو الجسد في أعماله من أرقى التكوينات وأكثرها انسجاماً وهارمونية. وحول هذا الموصول قال الفنان لـ''الاتحاد'' ''أهتم بالإنسان كاملاً، وبما ان البورتريه هو جزء معبر عنه أجد أن تصويره يمنح اللوحة طاقة استثنائية''. وأضاف ''أنا أقدم شكل الثقافة السودانية وارتباطها بالثقافات الثلاث الرئيسية وهي الأفريقية والعربية والغربية ومثالي على ذلك لوحة الباحثة أميرة عبدالقادر التي حاولت فيها أن ترتدي قبعة ووشاحاً غربياً بينما كان وجهها يعبر عن جذور عربية أفريقية، وبهذا استطعت أن أتمثل الثقافات تلك في لوحة واحدة''.

وحول دلالات البورتريهات قال ''من خلال الخلفيات في الصور أقدم البيئة التي تعيشها الشخصية صاحبة الصورة ففي لوحة لبنت من دارفور حاولت أن أجعل الخلفية غبارية، بها ضوء عالٍ كي أشير من خلاله إلى عالم الطبيعة الحار والطقس المتوهج، كذلك لوحة إنسان أفريقي في بيئة غير أفريقية، استعملت بها اللونين البارد والرمادي كخلفية للوحة، إذاً اللوحة لدي تصبح ذات دلالة عبر خلفياتها وهنا تتمازج جميع العناصر لتشكل دلالات ومغازي الأعمال''.

وحول اختياره الشخصيات لبورتريهاته قال ''رسمت الكثير من الشخصيات التي أعرفها جيداً ومنها الفتاة ''لاورا'' من استونيا التي درست على يدي في إنجلترا والفتاة العربية الإنجليزية شارمن وهي راقصة باليه بارعة''.