في الاحتفال بذكرى ميلاده السبعين عدلي رزق الله·· قصة حب مع ألوان الماء

المقاله تحت باب  معارض تشكيلية
في 
14/01/2009 06:00 AM
GMT



 احتفالا بسبعينية الفنان التشكيلي الكبير عدلي رزق الله قدم جاليري ''قرطبة'' بالقاهرة مجموعة مختارة من اعمال الفنان المرسومة بخامته الاثيرة الالوان المائية في معرض ضم 60 عملا فنيا من الاحجام المختلفة تمثل مراحل متنوعة من مسيرة عدلي رزق الله الابداعية. وتضمنت الاحتفالية ندوات لكبار الشعراء الذين استلهموا اشعارا من اعمال عدلي رزق الله مثل احمد عبدالمعطي حجازي وحلمي سالم وادوارد الخراط وعبدالمنعم رمضان.

ويعرض الفنان التشكيلي عدلي رزق الله مجموعة صعيديات التي تأثر فيها بنشأته الاولى في صعيد مصر بقرية ابنوب الحمام بمحافظة اسيوط ويعبر فيها عن سحر المكان والنخيل ويقدم كتلا كأنها صخور مرمرية يشع نورها من داخلها ليضيء عتمة المكان ويملأه بالطاقة والحيوية، انها كتلة نحتية غير صلبة تفيض رقة وعذوبة. اما مجموعة الموديل فقد تناول فيها الجسد البشري بخطوط رشيقة. وموديل عدلي رزق الله يخلو تماما من الاثارة ويعلو في افاق شديدة النقاء وقد تكون اللوحة من لون واحد بدرجاته او عدة الوان وقد تكون الاجساد النسائية شفافة او بالغة القتامة وقد تكون مستلقية او متأملة ولكنها في النهاية تقدم تنويعات على اوتار سيمفونية جسد الفتاة. ويقدم الفنان عدلي رزق الله مجموعة لوحات مستوحاة من فكرة الهرم التي تمتزج فيها فكرة الهرم والبشر، وهناك مجموعة فنية اخرى بعنوان ''متصوفات'' تعبر عن حالة صوفية مليئة بالوجد. اما اهم لوحات المعرض فهي مجموعة زهور المحاياة وهي عبارة عن ترنيمات من اسطورة قديمة لملك طاعن في السن يشتد المرض على ابنته الوحيدة فيعلن ان من يحضر ماء المحاياة لشفاء ابنته سيزوجه اياها، ويستطيع شاب جسور العودة بماء المحاياة ليتزوج الاميرة. ويتوقف رزق الله امام الاسطورة ويتخيل شكل زهرة المحاياة التي تنبت في ذلك الوادي السحري الخالد فهي زهرة الخلود التي تقاوم الافول والذبول وتضخ الحيوية والطاقة في ارجاء الفضاء التشكيلي المحيط بها.

وقال الفنان عدلي رزق الله ان احتفالية السبعين التي تتضمن مجموعة من الاعمال الفنية التي انجزها خلال السنوات السابقة تمثل استمرارا لاتجاهاته الابداعية وتضم مجموعة من اللوحات التي تعبر عن مضامين مختلفة حيث تستوحي المكان في لوحات صعيديات، وتستوحي بعض الاساطير القديمة في لوحات زهور المحاياة فضلا عن لوحات الهرم والتصوف.

واضاف انه يقدم اعماله للجمهور فهو هدفه الرئيسي ولهذا لا يحضر مسؤول او شخصية معروفة لافتتاح المعرض، وهذا يدل على احترام الجمهور والاهتمام به لانه كفنان لديه قناعة بأن للفن التشكيلي جمهورا يجب البحث عنه وهو في احتفالية السبعين عاما التي يقيمها لا يصبو إلى مناصب او جوائز وانما إلى اطلاع الجمهور على تجربته الفنية وتنمية ذائقة الناس التشكيلية، والتعرف على ابداع الفنان.

وأكد عدلي رزق الله ان كل ما قدمه من اعمال فنية مختلفة طيلة رحلته الابداعية يعتمد على الصدق والجدية والدأب والتعبير عما يموج بداخله من مضامين وقناعات تأثرت بالاساتذة الذين اثروا فيه بالاضافة إلى تجارب الفنانين العالميين وهو في النهاية فنان تشكيلي يمارس الفن بحب وعشق بغية الوصول إلى صيغة فنية خاصة في مسار الحركة التشكيلية.

وقال انه عندما يعمل يكتشف نفسه بالفن ويذوب في الالوان والماء والاوراق حتى ينتهي من العمل، والفن بالنسبة له نوع من العلاج ومن خلاله يكتشف اشياء جديدة لان الفنان هادم للقانون وعندما يتوقف امام بعض الاكتشافات الصغيرة وتصبح اسلوبا له تخفت بتكرار اعماله طزاجة الابداع والابتكار والفن الحقيقي هو عدم محاكاة الطبيعة وانما تمتلئ اللوحة بقوانين التشخيص والتجريد وتأثيراتهما في صميم اللوحة.

وأوضح عدلي رزق الله انه يبدأ اللوحة بلمسات صغيرة وتوترات بسيطة ويزداد عنف الايقاع تدريجيا حتى تقترب اللوحة من الانتهاء وهو خلال ابداع اللوحة يستمتع بالاداء الحسي والبناء وينصهر مع العوالم التي يرسمها والتي تتوالد من بعضها وتبقى نقطة البداية من احب الاشياء التي يمارسها كفنان تشكيلي مع العلم بأن الفن يحتاج إلى عمر طويل حتى ينضج.

وحول تمكنه من خامة الالوان المائية يقول انه لا يعرف ما اذا كان اختار الالوان المائية ام هي التي اختارته ولهذا فإنه يحاول حاليا ان يصل إلى منهجة ما اعطته اياه هذه الخامة البديعة ويعتقد انه اضاف لهذه الخامة ما لم يكن معروفا عنها من قبل ويظهر ذلك في لوحات ''زهور المحاياة'' وخاصة في ضربات الفرشاة الرشيقة، والامر لا يتوقف عند استخدام لون او اكثر داخل اللوحة التي تولد هكذا دون تعمد او قصدية وتفرض حجمها والوانها على الفنان وكل لوحة لها جمالها الخاص