نفض الغبار عن أعمال تستعيد تاريخ الحركة التشكيلية السورية |
المقاله تحت باب أخبار و متابعات في إطار احتفالات مدينة دمشق بوصفها عاصمة الثقافة العربية، نظمت الأمانة العامة للاحتفالية في قاعة الفن الحديث في المتحف الوطني بدمشق مؤخرا معرض إحياء الذاكرة التشكيلية في سورية، مختارات من المتحف الوطني . يغطي المعرض النتاج التشكيلي السوري من نهاية القرن التاسع عشر حتى ستينات القرن العشرين، وقد تم عرض أكثر من 240 عملاً تشكيلياً ونحتياً من موجودات المستودعات في المتحف الوطني التي كانت مهملة، وتم نفض الغبار عنها من أجل هذا المعرض بجهود مشكورة لطلبة كلية الفنون الجميلة، تغطي اللوحات المعروضة تاريخاً هاماً للحركة التشكيلية السورية، كما تغطي الأعلام التشكيليين الذي مروا على سوريا خلال تلك العقود، من بينها أسماء ما زالت إلى اليوم تشغل مكانتها الفنية الكبيرة في اللوحة التشكيلية السورية، وقد أنجز اللوحات الفنانون من أمثال ميشيل كرشة، توفيق طارق، سعيد تحسين، مروان قصاب باشي، فاتح المدرس، الياس زيات، محمود حماد، توفيق طارق، صبحي شعيب، محمود جلال، نصير شورى، ناظم الجعفري، ادهم إسماعيل، محمود حماد، نذير نبعة، لؤي كيالي، نعيم إسماعيل، ممدوح قشلان، كمال محيي الدين حسين، روبير ملكي، سامي برهان، برهان كركوتلي، نوبار صباغ، صلاح الناشف وغيرهم، هذه الأسماء هي التي صنعت تاريخ الفن التشكيلي في سوريا، لذلك يرسم معرض الاستعادة صورة جديدة لتاريخ الفن التشكيلي السوري، إذا ما تمت قراءته قراءة نقدية جدية، ولوحات المعرض فيها من الغنى والجرأة في تاريخ إنجازها ما يجعلها لوحات طليعية في تاريخ الفن التشكيلي السوري، ورغم أن اللوحات تم ترتيبها حسب تاريخ إنجازها، إلا أنها بالانتماء الى المدارس الفنية، نجد أن هناك لوحات تشكل سابقة تاريخية وفتحاً لمدارس فنية وجدت بعدها بسنوات طويلة.
لوحة للفنان لؤي كيالي - من المصدر من الصعب الكتابة عن معرض فيه هذا العدد من لوحات التشكيليين السوريين والتي تعود إلى فترات تاريخية متفاوتة، تجاوزها أصحابها في أعمالهم الفنية اللاحقة واختاروا الانتماء إلى أدوات تعبيرية ومدارس فنية مفارقة تماماً لمساهمتهم في هذا المعرض، ورغم ذلك فإن هذه الأعمال لها أهميتها التشكيلية في أدوات التعبير الفنية المستخدمة فيها، وفي المراحل الانتقالية التي شكلتها هذه اللوحات في التاريخ الفني لأصحابها، فهذا المعرض فيه الكثير من التنوع والغنى، ويحوي كل المذاهب الفنية التي انتمى إليها الفنانون التشكيليون في سوريا طوال الفترة التي يغطيها المعرض، وهو يرصد أعمال الفنانين الذين عملوا بحسهم الفني من دون دراسة أكاديمية، وفي ذات الوقت يرصد أعمال الفنانين الذين تأسسوا أكاديمياً في أوروبا وعادوا ليفجروا الفن التشكيلي السوري ويصنعوا تحولات هذا الفن، والبعض منهم كان من مؤسسي كلية الفنون الجميلة في العام ،1965 والتي كان لها الفضل الكبير في تأسيس الفنانين السوريين أكاديمياً بعد هذا التاريخ. تتفاوت موضوعات اللوحات المعروضة، من تلك اللوحات التي تخلد أعمالاً تاريخية كبيرة مثل معركة حطين ومعركة ميسلون، إلى أعمال البورتريه، وأخرى تحتفل بالطبيعة بتنويعات تشكيلية تنتمي إلى مدارس مختلفة، وهناك اللوحات التي تصور البيئة الشعبية والعمارة الدمشقية، وصولاً إلى تجسيد شخصيات تاريخية مثل ابن رشد. |