يعرف عبد الله المحرقى بأنه الأب المؤسس للفن العربى الحديث فى الخليج. ولد فى البحرين، وتحظى أعماله بأعلى درجة من التقدير من رواد التجميع فى دول مجلس التعاون الخليجي. إنه فنان متخصص فى عرض المشاهد والتقاليد الخليجية المحلية بمزجه الواقعية بالحماسة.
ربط المحرقى البحرين والخليج بالعالم عبر لوحاته، فرسم على مر السنين أكثر من ألف لوحة زيتية، سبعون منها احتفظ بها كجزء من مجموعته الخاصة. إن أعماله، سواء فى الواقعية الرومانسية أو فى التكعيبة تعكس أسلوباً يعرف حالياً بأسلوب خبراء الفن. وافتتح يوم الثلاثاء الماضى معرض للفنان فى ابوظبى بالتعاون بين معرض ميم للفن التشكيلى ومعرض الغاف للفنون، ويستمر حتى 17 أغسطس/آب 2008 وسوف يشتمل أيضاً على ورشات عمل ومحاضرات.
الفنان نفسه يصف أعماله بأنها سيريالية، على الرغم من أنه قد صور بعض الأعمال بالأسلوب الرمزي. تبرز لوحاته تأثيرات مأخوذة من عدة أعراف فنية عالمية كبرى ممزوجة مع حساسية الفنان الطبيعية لإرثه الخليجى الذى أفرز عن أسلوب يخصه بصورة فريدة.
مواضيعه المفضلة هى الناس فى حياتها ومعاناتها اليومية، مستلهماً من الحياة من حوله متغلغلاً داخل النسيج ليوثق لهم كما هم، وفى نفس الوقت يعكس سجاياهم الإنسانية الكونية فينتج أعمالاً تتجاوز حدود الزمان والمكان. عندما بدأ المحرقى لوحاته صور العادات البحرينية والتقاليد الخليجية مستخدماً أسلوب الواقعية لاستخلاص الجوهر الحقيقى للألوان والأشكال وللسماح للاستعارة بإثراء وتعميق رسالته. حياة الغواصين فى أزمان منسية شكلت غالبية أعماله وكان متحمساً للتأكيد على التحديات والمخاطر التى كان على أسلافه التعامل معها للبقاء على قيد الحياة فى مياه لا يمكن التنبؤ بما تكنه.
تعكس أعماله أثاراً للأسلوب التكعيبى الذى يشير إلى أن المحرقى يستوعب تشكيلة من الأسلوب الفنى ويمزجها بأسلوبه الخاص لتبرز فى أعمال تعبر كلياً عن نفسه وعن المجتمع والثقافة التى كونت وشكلت موهبته. إن عبقرية المحرقى كفنان تتمثل فى إمكانيته العفوية فى تحويل الأساليب وفى انتقاله من التقليدى إلى الحديث ومن الوصفى إلى التكعيبي.
المعرض يمثل تبايناً مثيراً مع معرض بياكسو المقام بالتزامن معه فى عاصمة الثقافة أبو ظبي.
إن أعمال المحرقى تعتبر الآن تماثيل للإرث الفنى والثقافى الغنى للبحرين وتشمل سلسلة متنوعة من المواضيع مثل اللوحات الملكية، الطوابع البريدية الخاصة بالمملكة والتى يعمل على تصميمها منذ عام 1970. تم عرض لوحات هذا الفنان البحرينى فى الجزائر، مصر، فرنسا، إيطاليا، العراق، كوريا، الكويت، عمان، قطر، اسبانيا والإمارات العربية المتحدة. إن قائمة المعارض المثيرة التى أقامها أو شارك فيها تجعل هذا الفنان الخليجى العربى جديراً بالاحترام. يعمل استشارياً فنياً بوزارة الثقافة البحرينية منذ عام 1963.
تكريماً لهذا الفنان الشهير أقام أفراد متحف قطر القومى صالة المحرقى التى تعكس أعماله. حاز المحرقى أيضاً على جوائز واعترافا بفنه شملت ميداليات ذهبية من الجمعية الفرنسية للفنون وجائزة دولة البحرين للفنون. |