انضمت إلى صالات العرض التشكيلية في عمان صالة جديدة أو غاليري كما يطلق عليها متبناة من القطاع الاقتصادي الخاص، حيث افتتح 'غاليري بنك القاهرة عمان' الحديث،عبر استضافته لسبع تجارب تشكيلية أردنية راسخة، لكل من الفنانين والفنانات: مهنا الدرة، نوال العبدالله، نصر عبدالعزيز، عبدالرؤوف شمعون، غادة دحدلة، نبيل شحادة، محمد نصرالله، ولعله مما يثلج الصدور أن يبادر القطاع الاقتصادي بتأسيس غاليري،فلعل هذه بداية لأعمال ثقافية في قطاعات أخرى أدبية ومسرحية وموسيقية، بحيث يأخذ هذا القطاع على عاتقه دعم المبدعين، ونشر أعمالهم، ليكون مع القطاع العام تيارا حقيقيا داعما للثقافة الأردنية الجادة وذات النوعية العالية .
التجارب المعروضة معظمها راسخة في حقل التشكيل،ولكن لا نعرف كيف تم اختيارها دون غيرها، أو ما هو القاسم المشترك بين هؤلاء الفنانين والفنانات، أما المسألة الأهم وهي أنه معرض لنتاجات ليست كلها جديدة وخاصة بالمعرض بل سبق عرضها قبل سنوات، وعلى أية حال، فإنها تجربة جميلة أن تجمع سبع تجارب معا لتتحاور فيما بينها ممثلة لتجارب مختلفة، ومقدمة لبانوراما تشكيلية لها خصوصيتها في المشهد التشكيلي الأردني، وتوفر فرصة للفنانين أيضا للدعم المالي عبر عرض لوحاتهم للبيع،واللافت أيضا أن محافظ البنك المركزي الأردني د. أمية طوقان هو الذي افتتح المعرض بحضور نخبة من الفنانين والمهتمين بالتشكيل في الأردن.
يقول رئيس مجلس إدارة الإدارة لبنك القاهرة عمان خالد المصري عن هذه الصالة وفكرتها 'تأتي هذه النافذة المشرعة لخدمة قطاع الفنون البصرية، إيمانا منا في إدارة البنك، بالدور الهام والأساسي للثقافة عموما، والقيم الجمالية على وجه التحديد، فبناء الإنسان الناجح في أعماله ومستقبله الاقتصادي يبدأ بالاهتمام بحاجاته المعنوية والاجتماعية، والفنون هي الوجه الحضاري الحامل لهذا التوجه والمسجل الفعلي لمدى تقدم الشعوب، نأمل ونحن نقدم هذه النواة لدائرة ثقافية وإعلامية شاملة، أن نساهم في بناء الإنسان الأردني وزيادة حصته من الثقافة، في زمن أصبح مطلوبا من المؤسسات الاقتصادية، أن تمارس دورها الاجتماعي والثقافي، في بيئة تنمو وتخلق مناخا ملائما للأعمال وتحسين شروط الحياة .
.
' أما الفنان محمد الجالوس المشرف على قطاع الفنون في البنك فيقول : ' سبعة فنانين وسبعة أعمال' هو عنوان هذا المعرض، وهي خطوة أولى نحو نافذة للحوار البصري، نهدف من خلالها إلى رفد الحركة التشكيلية الأردنية بفضاء جديد لطالما طالب به التشكيليون الأردنيون، فهؤلاء الفنانون السبعة يمثلون إلى حد كبير أجيال المشهد التشكيلي الأردني بتنوع مدارسه وتقنياته، فمن جيل التأسيس في لوحة مهنا الدرة وما انطوت عليه من اتصال مبكر باللوحة والمناخ الأوروبي إلى شرقية المشهد ورموزه التراثية في لوحة نصر عبد العزيز إلى لوحة شمعون المشبعة بألوان السبعينات، تلك التي طورها في بناء عصامي مدروس. مرورا بلوحة نبيل شحادة والتحامه المؤثر باللوحة المعاصرة حيث التجريد ممزوجا بالروح الشرقية وصولا إلى لوحة نوال العبد الله وشفافية اللون حين يأخذ من الطبيعة المرجع ويبني عليها الشكل الحداثي. أما لوحة غادة دحدلة تلك، التي تفتح نافذة تفضي إلى أخرى، فلا تخفي انحيازها الأكيد إلى التجريد والتحليق على ضفافه الرحبة. أما محمد نصرالله، فهو يمثل بين فناني جيله، تجربة مميزة، حرص ومنذ بداياته الأولى في أواخر الثمانينات على إعطائها خصوصية تقنية تحسب لوعيه المبكر، وبحثه التشكيلي..
' أما التجارب المعروضة فهي تتنوع في خاماتها وأساليب فنانيها وصياغاتها اللونية، وهي عموما ما بين التجريد والتعبيرية، فلوحات مهنا الدرة مثلا تعتمد على الانسجام اللوني، وقوة الخطوط والألوان الحارة عموما، وهو يشتغل جيدا على سطح اللوحة، وينوع في أساليبه ما بين البورتريه والتجريد الخالص، وهو يعد من أعمق التجارب وأهمها في الأردن إضافة إلى خصوصيته الريادية، أما لوحات نصر عبدالعزيز فتطغى عليها الألوان الترابية والقاتمة نوعا ما، وهو يهتم بالتعبيرية بشكل أساسي، حيث الإنسان عنصر مهم في لوحاته إضافة إلى الرسالة الواضحة والمباشرة أحيانا من لوحته التي تتناول موضوعات وطنية وانسانية، وبالنسبة لعبدالرؤوف شمعون فإنه من المشتغلين بشكل احترافي على لوحته،وهو يعنى بالفكرة وتجريدها لونيا، ومن الممكن أن يلمح المشاهد بعض التشخيصات لعناصر بشرية أو معمارية في لوحته، أما لوحات محمد نصرالله فقد أخذت خصوصيتها، وبصمتها الخاصة من اشتغاله المثابر على صياغتها عبر سطحها والتشكيلات التي تأخذ حيزا صغيرا من المساحة اللونية الشاسعة والمخططة بشكل ماهر، وهو يبدو مـتأثرا باللوحة الفوتوغرافية، من ناحية صقل سطحها ووضوحها، وعلى كل حال فإن أعماله تعد من الأعمال التشكيلية الخاصة والاحترافية في الأردن.
بقيت الإشارة إلى الفنانة نوال العبدالله حيث من الواضح في لوحاتها المعروضة اشتغالها على التجريد في الأشكال والصياغات اللونية الحارة، ويشكل اللون الأحمر والبرتقالي حضورا طاغيا، ومن الواضح أيضا دراستها للمساحة والتوزيع الهارموني للألوان، ويمكن الإشارة أيضا إلى لوحات غادة دحدلة بشيء من الخصوصية حيث تستفيد من المعمار، وهندسة المخططات، والمنظور لتأخذ الأشكال التخطيطية والملامح العامة، وتبدو الألوان القاتمة هي المسيطرة غالبا، أما نبيل شحادة فإن لوحته تحتمل التجريد الخالص والتشكيلات التعبيرية الأخرى، ويبدو اللون النيلي أو الأزرق الغامق ذا حضور واضح.
هنا تعريف بالفنانين المشاركين وسيرهم الذاتية والعملية : مهنا الدرة: مواليد 1938 في عمان، وتخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في إيطاليا 1958، وعمل خلال الفترة 1960-1964 ملحقا إعلاميا في السفارة الأردنية بروما،وفي العام 1970 أسس معهد الفنون الجملية التابع لوزارة الثقافة، وتسلم مدير عام دائرة الثقافة والفنون عام 1975، ومنذ بداية الثمانينيات عمل مديرا للشؤون الثقافية في جامعة الدول العربية، وسفيرا لجامعة الدول العربية في روما، وسفيرا لجامعة الدول العربية في موسكو بداية التسعينيات ولمدة 10 سنوات، كما عمل أستاذا في كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية ورئيسا لرابطة التشكيليين الأردنيين، وقد أقام العديد من المعارض الشخصية إضافة إلى المشاركة في المعارض الجماعية ،ونال عدة اوسمة وميداليات وجوائز منها جائزة الدولة في الفنون .
ـ نصر عبد العزيز: من مواليد الخليل عام 1941، ودرس العمارة في موسكو بداية الستينيات، والفنون الجميلة في مصر، كما حصل على دبلوم الدراسات العليا في الإخراج السينمائي من المعهد العالي في القاهرة ما بين 1977 1980، وقد أقام العديد من المعارض الشخصية وشارك في المعارض الجماعية، وحاز على عدة جوائز.
ـ عبدالرؤوف شمعون: فنان تشكيلي وناقد له العديد من الكتب والمقالات والدراسات النقدية، ومشارك نشط في الملتقيات والمؤتمرات التشكيلية المحلية والعربية ،وهو عضو في رابطة الكتاب الأردنيين،ورابطة التشكيليين،وحاز على جائزة الدولة في الفنون عام 1990، وعلى الجائزة التقديرية لبينالي الشارقة عام 1992، وقد أقام 13 معرضا شخصيا منذ العام 1972، وتقتني أعماله بعض المتاحف الدولية المعروفة.
ـ نوال العبدالله: تخرجت عام 1978 من أكاديمية الفنون في فلورنسا، ولها العديد من المعارض الشخصية والجماعية، وعضو نشيطة في المنتدى الدولي لثقافة السلام للمبدعات في حوض البحر المتوسط.
ـ نبيل شحادة: من مواليد القدس عام1950، وأنهى دراساته في لندن عام 1979، وعاش متنقلا بين الأردن وبريطانيا وفرنسا وسويسرا، حتى استقر آخر المطاف بمدينة زيورخ، وقد أنتج العديد من الأعمال الإبداعية المتنوعة في مجال التشكيل، وأقام عدداً من المعارض الشخصية في دول عربية وأجنبية.
ـ غادة دحدلة: من مواليد العام 1963،أقامت العديد من المعارض الشخصية بين عامي 1981-2003 ،وشاركت في العديد من المعارض الجماعية محليا وعربيا ودوليا، وهي حاصلة على عدد من الجوائز على أعمالها . ـ محمد نصرالله: مواليد عمان 1963، وقد درس الفنون في معهد الفنون الجميلة بعمان، وقد أقام العديد من المعارض الشخصية وشارك في معارض دولية جماعية كثيرة ،كما أنه متميز في مجال فن الملصقات، وتقتني لوحاته الكثير من الجهات والمتاحف عربيا ودوليا
|