... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله Bookmark and Share

 

معارض تشكيلية

 

 

 

 
 
   
تدشين "البيت المحترف" بأعمال لمارون الحكيم

يقظان التقي

تاريخ النشر       07/06/2008 06:00 AM



ليست جديدة الدعوة الى تدشين "البيت المحترف" للفنان مارون الحكيم الذي يضم معرضاً لأعماله الجديدة 2002 ـ 2008 نظراً لمواعيده المتجذرة مع الطبيعة وللدور الذي لعبه في مساره الفني في سياق تلك العلاقة العضوية مع الطبيعة ومع الحجر في امتداده الزمني والمكاني.
المتحف يقترح عدداً كبيراً من الأعمال في ترتيب زمني حديث لفنان استطاع طوال مساره الفني تجديد لغته التشكيلية النحتية بشكل ثابت وبمركزية داخل أسلوبه الخاص في مجاميع تأملات حول الفراغ والزمن وعنصر الحجر والضوء وفضاءات متعايشة بين الجامد والمتحرك، اللامتناهي والمحدد والسرمدي والموضعي.

وكما أعماله الأولى، يركن مارون الحكيم الى مسار فني يثبت فيه شخصية بتشكيلات متطورة وتفاصيل مهمة تستحضر حضوره بأعمال مسكونة وتحليلية وبتواطؤ جمالي كامل مع الطبيعة التي حضنت دائماً أعماله، سواء في الرسم أو النحت: المنظر الطبيعي والانساني والضوء ودائماً في محترف فني ينقل إليه خبراته وتقنياته بعناية وحساسية شديدتين.
يتحرّك في عدة اتجاهات مختلفة من انطباعية، الى تعبيرية، وتجريدية وانطباعية. أصالته في الطبيعة الأولى، يحوّلها أشكالاً ملونة وأخرى صلبة تدوم في فن المتاحف بين الطراوة والليونة وفي الحالتين افتتان بالمنظر.
يقيم مارون الحكيم محترفه في البيت حيث ولد، ليكون مقراً لتجارب تشكيلية فنية، طويلة في الجمالية والتقنية، ومقصداً لمتذوقي الفنون وطلابها، إذاً تضم المعروضات مختارات من أعماله خلال الفترة الزمنية الممتدة من عام 2002 الى العام 2008.
ـ نماذج تصويرية من أزمنة الضيق والألم واليأس وحبس الأنفاس والبشر في أنفاق الضياع والمتاهة حيث أشخاص يهيمون في الفراغ
الأبيض تحيط بهم مساحات دكناء، وما لا نهاية له من المعاناة. أعمال مصوّرة بالألوان المائية والاكريليك والزيت، بقياسات وأشكال، مستطيلة توحي بامتداد الحالة أفقياً وديمومتها عموماً ونزولاً الى الهاوية (2002 ـ 2005).
ـ نماذج أخرى لأعمال تجسّد الحرية والانعتاق لشعب منتفض بركاناً من فرط الاحتقان، وذلك بعيداً عن متاهات السياسة الضيقة والفئوية، متجنباً التسطيحات المجانية.
ـ أعمال بأحجام صغيرة بمادة الاكريليك تنحاز الى التجريد الغني بأداء عفوي التعبير، وبوسائل وأدوات تنطلق بمكنونات الذات اللاواعية تعبيراً عن موضوعات متنوعة.
ـ منحوتات بمادة الخشب المتنوع من الفترة الأولى للأعمال التصويرية، تنتصب أجساداً أو رؤوساً بتعابير تنضج بالرفض والتأمل والحنان وتشد إطاراً جديداً للمعاناة (2002 ـ 2003).
تنشط التعبيرات في المنحوتات الحجرية والرخامية وبين انتشار الأجساد والوجوه وانفلاتها في متاهات
 التأمل.
وأجواء من الحلم الصافي والأمل بولادة الربيع (2007 ـ 2008).
بيت الذكريات
كل هذه الأعمال تحت سقف البيت حيث تمتزج الذكريات بالحياة وبأحلام الفن، وحيث يغلب الحنين الى الطفولة والعيش الهانئ في كنف عائلة مستديمة بالحب والعطف والحنان وأنفاس تتنفس حرية عبر أنفاس الحجارة والحيطان والقناطر والشبابيك، رمزاً للحياة والبقاء والصيرورة.
تأخذ اللوحات والمنحوتات
ـ وفي الجزء الأخير من أعمال التصوير، تضيء الألوان في مناظر أمكنتها العليّة، علامات صالحة للحياة والحب والفن وإشهار جواني محب للأهل والعائلة في أقصى المشاعر الودية والصادقة والعفوية الخام والطازجة.
أعمال موزعة تساءل الناظر بأشياء بسيطة تعتمد التركيب ضمن البساطة الشكلية بواسطة أشكال شعرية جمالية.
يتجلى في حوض مارون الحكيم ذلك المزج الذي يتدفق غنائياً وبوسائل تعبيرية بين الأشكال التصويرية والتعبيرية والأشكال الهندسية، بين مواد الرسم السائلة والطرية وبين المواد الصلبة في أعمال تعالج موضوعات شتى.
والأهم ذلك الانتقال من الفضاء الخارجي للوحة الى الفضاء الداخلي والعكس في حركة مواد وعناصر وأدوات وتقنيات ومؤثرات مهمة في الشكل الذي يصير موضوعاً فنياً كما المواد الأخرى المتأملة في حديقة لينة وطرية من الافتتان بالمناظر الطبيعية الرفيعة والانطباعية المستقرة والتعبيرية والتجريدية الى معمارية النحت في إظهار قدرات متحرّكة بين الحجر والضوء وطاقاتهما وتوازنهما.
سياق فني في البحث عن الجمال بسطوح مصقولة وألوان مبسوطة، وهندسة فنية مضبوطة، وفهم صوفي يؤدي الى فضاءات جوانية ساكنة متعايشة مع الجامد والمتحرك. مارون الحكيم فنان غاية في الانضباط والاسترضاء والدعة.
أفراد عائلة
فنان محب لأعماله كأنها أفراد عائلته مجتمعة الأب والأم والشقيق والشقيقة والضيعة والسقيفة، والطابع الفردي المتردي داخل الجماعة والأعمال تنغمس في هذا الجو من التأمل والتصوير والمقارنة.
المحترف يستحوذ على الكثير من بواطن الجمال والشاعرية الجمالية وعواطف على افتتان بالذات والحياة بشكل أكثر وأكثر قدرة على التعايش داخل الأضداد لكن داخل انطباعية مستقرة تفرض ذاتيتها ومثابرة على أعمالها.
فضاء حميمي من الأعمال بنظرات وعناصر مختلفة بحساسية فنية يمكن ملاحظتها وتفكيكها الى جزئيات تؤلف صورة شاملة واختبارات تعبر عن قدرات فنية رشيقة وسلسلة وبفنية بسيطة متناغمة.
الافتتاح نهار الأحد من 8 حزيران الجاري السادسة مساء ويستمر المعرض حتى الأحد في 22 حزيران، يومياً من الساعة الرابعة بعد الظهر حتى العاشرة ليلاً، وخارج الدوام بناء على موعد مسبق.
مكان المحترف مزرعة يشوع، المتن الشمالي.


مقالات اخرى لــ  يقظان التقي

 

copyright © 2008  Al ZaQurA.com, Inc. All rights reserved 

 

 

Developed by
ENANA.COM