186 لوحة ومنحوتة ومخطوطة منها 40 مخطوطة ورسم يدوي يتم الكشف عنها مجتمعة للمرة الأولى، استضافتها أبوظبي حصرياً يوم الاثنين الماضي في قصر الإمارات في المعرض العالمي ''بيكاسو أبوظبي.. روائع متحف بيكاسو الوطني - باريس'' الذي يستمر حتى 4 سبتمبر المقبل والذي تنظمه كل من شركة التطوير والاستثمار السياحي في أبوظبي، و''مبادلة للتنمية''، وقد أُطلق لأول مرة أول دليل باللغة العربية لأعمال بيكاسو. ولأن رموز الحضارة العربية وأيقونات وتشكلات موروثها قد تعدت حدود الجغرافية والتاريخ، فإن تلك المؤثرات بدت واضحة في أعمال بيكاسو، وهي التي عبرت إلى إسبانيا فاستوطنتها بوصفها حاضناً رؤيوياً مما جعل بيكاسو ينهل منها ويبثها في فنه.
اجتمعت الخطوط والرؤى وتاريخ العصر الحديث بكل تحولاته على مستوى الفن والسياسة والمفاهيم الاجتماعية.. من الواقعية الصارمة إلى المرحلة الزرقاء حتى السريالية والتكعيبية فيما بعد، حيث عاش بيكاسو حياة التنقل في الجغرافيا والفن. بورتريهات لوجوه واجمة، وشبحية تغطيها هالة من التساؤلات، بينما بدا في قسماتها التأمل واضحاً. بيكاسو يسجل بانحناءات الأجساد وبصراخها وبحركتها الآسرة وبتدوير العيون المحدقة نظرته للتاريخ المعاصر الذي عاش كل تجلياته. الزيت المنسرح على اللوحة ينطق والرموز تحمل أسراراً في انحناءات الخطوط لدى بيكاسو.
جدران قصر الإمارات تحتفي بأثمن اللوحات في العالم، حيث يمتزج الحوار الصامت بين عيون الآتين لرؤية الأيقونات الفنية الفريدة وعمق اللوحة التي تشي بأشياء كثيرة لم يفصح عنها بيكاسو.
''الاتحاد الثقافي'' سوف يخصص في عدده المقبل صفحات لقراءات نقدية في أعمال بيكاسو.