يتكون دار الاندى من طابقين ومبنى
آخر بني في فترة الستينيات من القرن الماضي وحجارة المبنى تأتي على نمط الحجر
الكبير وأرضيات مزخرفة - (تصوير: محمد مغايضة)
غيداء حمودة
عمان- على تلة في أكثر جبال عمان حميمية ودفئا؛
اللويبدة، يأتي بيت واسع قديم، يطل على وسط البلد، وتتناثر بيوت عمانية قديمة أخرى
أمامه في التلال التي تحتضن بينها منطقة شارع الرينبو، لينثر كل بيت قصة ما، تشكلت
مع بدايات المدينة، وشهدت تطورها وتغيرها عبر السنين.
هو بيت فريح قعوار الذي بني في العام 1929، وأصبح
منذ العام 1999 جاليري "دار الأندى" الذي يقدم مساحته للفنانين بمختلف إبداعاتهم
ويحتويهم في مبنى يعبق بالعراقة والقدم.
يتكون البيت القديم من مبنى مكون من طابقين، ومبنى
آخر بني في فترة الستينيات من القرن الماضي.
وحجارة المبنى تأتي على نمط الحجر الكبير الذي تتميز
به بيوت عمان القديمة، أما الأرضيات المزخرفة، والتي ما تزال تحافظ على رسوماتها، فهي
من بلاط كان يجلبه البناؤون من الخليل.
وينقسم الجزء العلوي من المبنى الأول إلى صالة كبيرة
وغرفتين، بالإضافة إلى مطبخ مرفقات أخرى، وتتصل به شرفة خارجية مطلة على مشهد جمالي
من جبال عمان.
الغرف تتميز بسقفها العالي وسماكة الجدران، وشبابيكها
ذات أقواس.
أما الطابق الأرضي من المبنى الأول، فيتكون من ثلاث
غرف بالإضافة إلى مرفقات أخرى، وتأتي أمامه حديقة واسعة مزروعة بأشجار اللوز والصبار
وغيرها من المزورعات.
في العام 1998 لفت انتباه البيت الذي كان مهجورا
مجدولين الغزواي، واشترته من عائلة قعوار، وأعادته للحياة ورممته لتحقيق حلمها في إنشاء
جاليري للفنون تحت اسم "دار الأندى".
وبحسب مجدولين، فإن المبنى الأول كان له جزء إضافي
سكنته الفنانة قمر الصفدي، إلا أنها اضطرت لإزالته عندما اشترت البيت، لتحظى بشرفة
مطلة.
وتبين أنها قامت بترميم المبنى الذي كان يحتاج إلى
الكثير من الترميم لكونه مهجورا، آخذة بعين الاعتبار الحفاظ على هويته المعمارية وأرضيته؛
حيث أشرف عليه ووضع الخطة له دار الدراسات العمرانية والمهندس المعماري باسم الشهابي.
اليوم تحول الطابق الأول من المبنى الرئيسي لصالة
عرض لأعمال فنية من رسومات ومنحوتات وصور. ويضم المعرض الدائم في دار الأندى أعمالا
لفنانين من سورية والعراق والبرازيل والأردن ولبنان وفرنسا.
أما الطابق الأرضي فقد أصبح اليوم Art Concept Store، ويضم قطعا فنية لفنانين
عدة من أثاث وغيرها صنعت بعناية، في حين تم استخدام المبنى الذي بني في الستينيات من
القرن الماضي كمخزن.
ومنذ افتتاحه حتى الآن، أقام الدار عشرات المعارض،
وفتح أبوابه للفنانين لعرض أعمالهم وإقامة العديد من الفعاليات الفنية والمعارض والأمسيات
والمهرجانات.
من صحيفة حياتنا