بوشناق في حوار مع الأمين العام للمجلس الوطني علي اليوحة
تبدو لوحات الفنانة التشكيلية سوزان بشناق وكأنها تجسد حالة من الصراع الدائم والمستمر بين همس المرأة الذي ينطلق من المشهد البصري للوحة بأوضاع ونبرات مختلفة تصل الى حد الصرخة أحيانا، وبين تلك الألوان الصارخة المفعمة بالتوهج لدرجة الوحشية، والتي تبدو هي الأخرى وكأنها أحد عناوين لوحات بشناق ينطبق عليها «صراع الألوان».
بشناق التي درست الفن التشكيلي في الاتحاد السوفيتي السابق وبدأت تشارك في أعمالها في المعارض المختلفة منذ عام 1989 افتتحت مساء الأحد بقاعة الفنون بضاحية عبد الله السالم معرضها الشخصي السادس تحت رعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وبحضور أمينه العام المهندس علي اليوحة. المرأة ..حضور طاغ ضم معرض بشناق 55 لوحة أنتجتها بين عامي 2010 و2011، المرأة هي القاسم المشترك في جميع لوحات بشناق، ويبدو وكأنها خصصت كل مساحة المشهد من أجل المرأة، فهي ترصد المرأة كحلم في لحظات مفعمة بالتناقض أحيانا: القلق والتأمل، الرقص، الهدوء، الخجل، العناق. ولابد لهذه الألوان الصارخة التي تسيطر على المشهد البصري أن تلفت النظر، وكأنها تعبير عن الصرخات التي تنطلق من كل مشهد حتى ولو كان نابعا من همس الخيال والتأمل الهادئ. ألوان صاخبة كما يبدو جسد المرأة الأنثى المثير بألوانه وثناياه حاضرا في لوحات بشناق بشدة، ويمثل الجسد حالة من الصخب بألوان بشناق، سواء كان الجسد في حالة هدوء وحلم كما في لوحات «صمت الكلام» او «همسات خجولة» أو كان في حالة حيوية فائضة كما في لوحات «سهرة» و«رقص»، فيتم إبرازه بدرجة تصل إلى حد الجرأة أحيانا ولو في خلفية المشهد أو من وراء ستار الألوان المتوهجة، لكن ريشة بشناق تتوقف هنا دون أن تتعدى الخطوط الحمراء كأنها تؤكد على رسالة. هناك جديد دائما تقول بشناق عن معرضها السادس والجديد الذي يحمله بعيدا عن موضوع لوحاتها المفضل وهو المرأة: ابحث باستمرار في لوحاتي عن عالم الحلم لدى المرأة، وما يحمله هذا العالم من مشاعر وأحاسيس وصرخات، المرأة هي الموضوع الذي يأخذ معظم الاهتمام في لوحاتي ومعارضي، ولكن كما يقولون هناك جديد دائما، والجديد الذي يحمله هذا المعرض بعيدا عن الموضوع يأتي سواء على مستوى التكنيك أو الألوان أو طريقة التعبير. كما أن الأحاسيس التي أنقلها بريشتى إلى اللوحة مختلفة بالطبع لدرجة أنك لن تجد لوحتين تشتركان في الإحساس نفسه. وردا على الحضور الطاغي للجسد الأنثوي المرسوم بالألوان الصارخة المتوجهة لدرجة الجرأة تقول بشناق: جسد المرأة جميل ولذا أعبر عنه دائما في لوحاتي بشكل غير مباشر، ولذا لم يصل أبدا إلى حد الوقاحة، أما عن الألوان الصارخة التي استخدمها فهذه الألوان مقصودة لأنها مفعمة بالحياة والحيوية والأمل والتفاؤل. يذكر أن الفنانة سوزان بشناق حاصلة على البكالوربوس ودرجة الماجستير من روسيا من عام 1982، وهذا هو معرضها الشخصي السادس بجانب المشاركات في المعارض الجماعية منذ عام 1989 سواء داخل الكويت أو خارجها، كما أنها تعمل في تصميم أغلفة الكتب، وحصلت على العديد من الجوائز منها جائزة عيسى صقر الإبداعية في معرض القرين أعوام 2005 و2008 و2011 وحصلت على جائزة معرض الربيع 2011.
|