فقط، نحتاج إلى المضيّ معها في رحلة الكشف عن أواصر العلاقة الخفيّة بين عالم التشخيص المادي وعالم التجريد الروحي، وفق نزعة تأملية محيطها الإنسان والمكان والأثر، الذي يستحيل هنا، إلى علامة تأمل وتفاعل تشير، بدورها، إلى روابط الذات مع وجودها ومع محيطها.
وحين يعاين خريس في أعمال معرضه الموزعة على أربعة محاور، ظواهر من معطيات الواقع المعيش، لا يرمي إلى وضع تلك الظواهر في في دوائر السرد التسجيلي لما يراه ويعاينه، وإنما يعيد إنتاجه وفق مقتضيات التعبير الحسّي تجاه شواهد عالمه المرئي.
وهو حين يعيد أنتاج الظواهر والوقائع المعاشة من خلال أعمال فنية تمتاز بالإختزال والتماسك والإنفتاح، مثل إعادة تمثيل حراك المجاميع البشرية في ربيعها العربي، أو إعادة إنتاج التفاصيل اليومية عِبر الطباعة على مساحات واسعة، أو تعامله الإنشائي مع رمزية الكرسي والسلطة، وحتى في إعادة صياغته للمشهد الطبيعي، يظل وفياً لمفرداته ورموزه وتقنياته التي شيّد من خلالها مسيرته الفنية على مدار ثلاثة عقود...".
ويقول الفنان خريس عن معرضه:" يمثل معرضي هذا بعضاً من الأعمال الفنية التي قمت بتنفيذها ما بين العام الماضي وهذا العام 2011...إنها تعبيرعن ما يجول في داخلي من أحاسيس ترجمتها بطريقة عفوية لا تخلو من التصميم المسبق، وهذا شيء جديد يمنحني الخوض في مغامرة تقف بين حدين فيها الكثير من المخاطرة،فهي تفتح أمامي آفاقاً أوسع، لأنني أرى بداية خيط جديد يمكن تتبعه يقود الى طرق متشعبة مليئة بالمفاجآت".
خالد خريس فنان أردني له العديد من المعارض الفنية، عمل في عدد من المؤسسات الأكاديمية والفنية منذ أكثر من ثلاثة عقود. حصل على شهادة الدكتوراه بمرتبة الشرف في تاريخ الفن من جامعة برشلونة عام 1993. حاز على شهادة البكالوريوس في الفنون والتربية من جامعة حلوان في القاهرة عام 1978، وماجستير في الفنون الجميلة من أكاديمية سان جوردي في برشلونة عام 1983. درس فن رسم الجداريات والنحت في إسبانيا، وفن الجرافيك في إيطاليا والمكسيك وإسبانيا. يعمل حاليا مديراً عاماً للمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة منذ عام 2002.
شارك في عدد من المعارض في الأردن وفي أنحاء العالم العربي، وأوروبا، وكندا والشرق الأقصى. نال العديد من الشهادات والمداليات والدروع التقديرية، منح وسام الاستحقاق المدني من قبل ملك اسبانيا خوان كارلوس الأول عام 2004، وحاز على جائزة الدولة التقديرية في الفن عام 1995، والجائزة الـعـالميـة الأولى "جوان ميرو" المعهد الاسباني العربي في مدريد، عام 1985. والجائـزة الأولـى، مسابقة تقدير لميرو وبيكاسو، المركز الثقافي الاسباني، عمان 1984.
كما إن أعماله الفنية تشكل جزءا من مجموعات مؤسسية وخاصة في الأردن، وكذلك في أنحاء أوروبا، والولايات المتحدة واليابان.