امتلأ مركز دارة الفنون في العاصمة الاردنية عمان بالاسرار التي خبئت في عشر خيمات صغيرة يحوي كل منها علي دلائل لا تكشف سوى القليل عن كل سر. يقف المشاهد امام الخيام ليجمع خيوط كل سر.. فبين خيمة اتشحت بالسواد واخري احتوت علي ألبومات صور لنساء بالابيض والاسود وقصاصات لمختلف انواع الاقمشة والخيوط الي خيمة غطيت بالكامل ولم يظهر منها الا بعض الفحم.
ويمثل عدد الخيمات عدد الفنانين المشاركين في المعرض الذي يستمر اسبوعين. لا يجمع بين الفنانين الذين أتوا من الأردن وفلسطين ولبنان ومصر وإيطاليا وهولندا وإيرلندا واسكتلندا الا القاسم الإنساني المشترك وهو أن لكل واحد منهم سراً علي الرغم من ان احدا منهم لم يطلع الاخر علي سره. وقالت الايرلندية تريش ايديلشتاين وهي منظمة مشروع أسرار لرويترز أنا متأكدة ان لدي جميعنا اسرار فالبعض لديهم اسرار صغيرة والاخرون لديهم اسرار معقدة ولكننا نري وجوها ولا نعرف ما تخفي... وقد يأخذ الانسان سره معه الي قبره.
وأضافت أما الخيمة فهي ترمز من ناحية ايديولوجية الي الهجرة في أزمة ما وأهم الاشياء التي يأخذها المرء معه عند ترك منزله واضطراره الي تغيير نظرته للحياة.
واستخدم الفنانون وسائط فنية متعددة لعرض اسرارهم منها الفيديو والنصوص المكتوبة والأداء الفني والإنشاء البصري والسمعي.
واشارت ايديلشتاين الي خيمتها التي تراكم فيها الطوب ووضعت بينه العظام المغطاة بالشاش الطبي "أردت ان ابين هشاشة حياة الانسان من خلال وضع الطوب بشكل غير ثابت او غير متوازن اما الشاش فبالنسبة لي هو وسيلة للشفاء. علي كل انسان ان يبحث عن الوسيلة التي تساعده ليشفي نفسه بها ويبقي دائما الامل."
وسيتجول هذا المشروع الذي بدأ في عمان في دول عربية اخري وغرب اوروبا وسيتم دعوة الجمهور للمشاركة من خلال تقديم اعترافاتهم الشخصية لخلق حالة من التعاطف بين الاشخاص الذين ينتمون لخلفيات ثقافية مختلفة.
وتحتوي خيمة رود لا نفرميير وهو فنان من هولندا علي ثلاث دجاجات حية تأكل وتشرب وتتجول وصورة فيديو تبدو فيها امرأة برداء ابيض ومغطاة بالطين الاحمر بالاضافة الي كمية من الشعر الطبيعي التي جمعها من محلات الحلاقة من عمان.
وقال لا نفرميير الذي يعمل في مجالات الفن منذ 30 عاما وهذا هو العمل الاول له في الشرق الاوسط "هذا سر فلا يمكنني ان اكشف عن ماهيته والا فانه لا يعود سرا. ولكن هناك ثلاثة اسئلة قد تساعد المشاهد علي نسج قصته الخاصة حول سري وهي.. من يعلم ما تحتاجه المرأة ومن يعلم ما تريده المرأة ومن يعلم ما تحصل عليه المرأة؟."
|