يبعث الفنان التشكيلي ايمن عيسى من قطاع غزة المحاصر بلوحات فنية تنبض بالحياة الى معرضه الفني (دلاله) الذي افتتح مساء يوم الثلاثاء في رام الله دون ان يتمكن هو من الحضور معها. وضم المعرض الذي افتتح في قاعة جاليري المحطة ثلاثة اقسام من اللوحات الفنية الاول رسومات للمرأة تميزت بالوانها المليئة بالحياة النابضة من انوثتها المنبعثة من جسدها الذي يظهر كاملا في بعض اللوحات.
وقال حافظ عمر الفنان التشكيلي واحد مؤسسي جاليري المحطة "لا اعتقد ان هذه الصور كان يمكن لها ان تعرض في غزة بسبب الظروف التي تمر بها وما تعيشه من حالة حصار خارجي وداخلي يرفض هذه الافكار المتقدمة."
واضاف "نحن هنا في رام الله نحاول ايجاد افق لهذه الافكار ونجحنا على عدة مراحل باحضار هذه اللوحات من غزة لتعرض هنا وان لم ننجح باحضار الفنان ليشارك في افتتاح المعرض."
ويرى عمر ان اللافت في معرض عيسى ان بالرغم من حالة الحصار التي تعيشها غزة فان لوحاته تفيض بالحياة والجمال سواء كان من حيث استخدامه للالوان او اختياره للمرأة لتمثل هذه الحياة.
وقال "يمكنني القول ان هذا المعرض (دلاله) واحد من افضل المعارض التي افتتحناها في الجاليري الذي اسسناه قبل عام ونصف وايمن عيسى فنان محترف له اسلوبه المتميز دائما بالبحث عن الجمال."
وفي القسم الثاني يرسم عيسى بقلم اسود عريض اشكال فنية مختلفة على ورق الصحف التي تنقل اخبار الحصار والمواجهات اضافة الى الاخبار الاقتصادية لتعكس رسوماتها شخصيات تنسجم مع الخفلية.
وفي القسم الثالث اختار ان يرسم بورتريهات صغيرة الحجم لوجوه متعددة.
وقال عيسى خريج كلية الفنون الجميلة في جامعة النجاح الوطنية في نابلس عبر الهاتف من غزة لرويترز "احاول في هذا المعرض (دلاله) تسليط الضوء على جمال المرأة الفلسطينية الضائع وسط كل هذا الحصار والدمار واللوحات التجريدية التي تظهر فيها المرأة عارية هي نوع من انواع الفنون المفروض ان تكون مقبولة."
واضاف "احد موضوعاتي الرئيسية في لوحاتي الفنية دائما جمال المرأة وان اقدم هذا الجمال بلوحات مختلفة الى جانب الاعمال الاخرى التي قدمتها سواء الرسم على اوراق الصحف او الورق الابيض والتي جميعا تحمل اسم بلا عنوان."
وشددت اسرائيل حصارها على قطاع غزة بعد سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الاسلامية عليه قبل عامين وتنقل الفلسطينيين بين الضفة وغزة يحتاج الى تصاريح خاصة من الجانب الاسرائيلي.
واوضح عيسى انه لم يتمكن من زيارة الضفة الغربية منذ ان تخرج من جامعة النجاح الوطنية في نابلس عام 1999 ولكنه رغم ذلك نجح في المشاركة في عدد من المعارض الجماعية اضافة الى معرض فردي عام 2005 والمعرض الذي افتتح مساء يوم الثلاثاء.
وقدم للمعرض كاتب عراقي (فاروق سلوم) قال عيسى انه تعرف اليه عبر الانترنت ونشأت بينهما صداقة. ويرسل عيسى لوحاته التي يرسمها الى سلوم عبر البريد الالكتروني.
وكتب سلوم في تقديمه للمعرض "الرسام (ايمن عيسى)هنا يحافظ بجهد خرافي على خواصه الفنية الراسخة رغم قسوة الواقع وخطورته."
ويضيف سلوم "ميزة ايمن عيسى في بلاغة منجزه الفني انه لا يقول الا ما هو ضروري دون انشاء او اضافة... تقنيات متمكنة وحرفة عميقة. اصابعه تشير الى جهة التاريخ حيث يولد الوعي لكل تلك الاحداث والوجوه والشهود ولكن بطريقة مغايرة حيث يعطي (عيسى) الرسم روحه ازاء استنفاد الروح او استهدافها كما في تجربة الشعب الفلسطيني طوال اكثر من ستين عاما."
واتاح المعرض الفرصة لعلاء شقيق عيسى الذي حضر الى الضفة الغربية من اجل الدراسة قبل تسعة اعوام دون ان يعود خلالها لرؤية اهله في غزة ان يشاهد لوحات اخيه الفنية.
وقال باعتزاز وهو يتابع الجمهور الذي يتفحص اللوحات الفنية "شيء عظيم ان ياتي هؤلاء الناس لرؤية لوحات اخي الفنية رغم عدم تمكنه من الحضور."
وقال منظمو المعرض الذي يستمر حتى الثامن والعشرين من اغسطس اب انهم يسعون الى عرضه في مدن اخرى في الضفة الغربية ليكون مساهمة في اسقاط الحصار المفروض على قطاع غزة. |