للبحارة وسفائنهم المطلقة في حقول الريح .. حيث الهبوط الى النفس الأخير في الغيب الأزرق لأقتطاف الدانة جوهرة الأعماق .. وكانت الرسامة شيخة السنان من جيل الفنانين الكويتين الذين تابعو خبرة الرواد ،اؤلئك الذين رافقوا خطوات الرمل والموجة والريح تفهموا حاجة التاريخ الى بنائيات .. ووسائل تعبير مهما كانت بسيطه عند الجيل الأول ..وقرأوها بتقدير وعرفان تجربة جيل .. وقرروا ان يكون نتاجهم اكثر خروجا الى فضاء التجديد حيث شهد عقدي السبعينات والثمانينات بلورةً لتجارب التحديث ،والأضافه اذ زخرت الحركة التشكيلية الكويتية بأسماء ونماذج تسجل ثقافة عصر وتطلع مجتمع .. وارادة جيل ، وقد كانت شيخةالسنان من هذا
الجيل الذي اسس وتفاعل ..وكتب تاريخه منفردا وعميقا ومعبرا .
*
في تعبيريتها تنحى للتصدي الى صورة الأنسان ؛ المرأة في تحولات الفصول ..وتحولات النفس ، الوانها التي تروي انعكاسات الأعماق هي ترميز للتداعيات الحرة وقص الداخل وهو يعترف لحظة انعتاق تجدها الرسامة انها من الندره لكي تكون بنية اللوحه واطارها التعبيري .. مثل كشف للاّمرئي كلغه للأشارة ..لغة مرموزات مكثفة واحالات انتقائيه .
*
بين ثلاثية الشكل ..والأسلوب والمادة وجدت ذلك التقارب الحي بين الثياب كأختصار لفكرة الملابس والأزياء ..والرسم كأداة حية للتلميح الى حضورنا لتقيم توازن حركتها .
تعبيرية تختصر كل اقتباس .. في اللوحة المفتوحه .. وفي تصميم الأزياء ( لأعمال مسرحية وفنيه متنوعةخلال تجربتها الفنية والتربوية ) وكأن الفن اسطوره معاشه تنبض وتقول وتكتمل .
هكذا توحي لوحاتها في تنوع اسلوبها .
*
في التصميم كانت شيخه السنان تتقن تماما توازن القياس والحركة والعلاقة ..
ذلك المعيار الداخلي للمكان لكي يكون مليئا بالتوافق الحميم .. التوافق الوظيفي والحسي ..
وفي الرسم كانت تمسك ادوات رسمها المفتوح ومعاييرها الخاصه ، تعالج السطوح على انها تشكيلات روحيه لايثقلها احساس الكتله ولاتوازن الفضاءات بقدر مايهمها ذلك التلميح المبصر الى معنى او تأويل جماليين ..
تدرك انها ضد اي مباشره ، والرساله التي تنطوي عليها حياتنا هي مجموعة رموز ..واصوات ..ولون واحالة .. لوحات شيخه السنان تكريس لوعي وجود ليس يسيرا كما انه ليس مستحيلا لكنه جدلي الى الحد الذي يبدو فيه الرسم وكأنه يعيش تحديا حاسما .. ليعطي للحدث هويته وللمضمون اشاراته الجماليه .
*
الحداثة اختيار وليس ارتجالات ، تقول شيخة السنان ، وهي خلاصات لمعنى اثقله التلميح ..ويصعب اطلاقه ازاء كل تأويل جمالي .. لذلك تضيف الرسامة وعيها خارج حدود النقش مثل من يقتفي اثرا في الرمل لترى ان للواحة حدودا وطرقا ومداخل نحو الماء والنبات والحيوات المفاجئه .. الحياة داخل اللوحة ..
شيخة السنان الرسامة الكويتية والتربوية التي تتنوع تجاربها تحاول ان تنقل فردوسها الى ذائقتنا . فردوسها الملون لنتعلم كيف نرى تدرج الشفق عند شاطيء الخليج .