شرفته التي يطل منها ، تصيّر للبحر اجنحة ومسافات لموج ممكن.. حتى حدود لوحته لاملوحة تمنع اللون ولا تراب ، لكن اجنحة الطيرتلك مثل اغاني ومواعيد ،وضحكات وبرغم واقعية الصوره لكن احمد مجدوبي يستغرق في تغريباته .. وتجريداته ، كأن التفاصيل تفر من حبكتها ..لتقول تفاصيل اخرى. ماالرسم غير هذا الأسترداد للمعنى المسروق للواقع .. تلك اللوحات التي تحاول ان تعطينا مانراه ..هي لوحات تبدد فرصتنا لكي نرى مالانراه وبهذه الفكرة الموجزه تحكي لوحات الرسام المغربي احمد مجدوبي – 1978عن اصوات مختلفة في بيئة الرسم .. انه واحد من جيل متعلم ..اتقن فنه وزاوج بين قدرات وعناصر تلاؤميه من خلال دراسته للتشكيل والتقنيات..وهو بين الرسم والغرافيك يمضي في مشروعه التشكيلي . * ذاكرته وهي تضج بزينة البحر وحكاياه ، عند شواطيء كازابلانكا ، ترى في اللون الذي تشتغل عليه البيئة المحليه ايحاءات ورؤى تثمر تقنيات مبتكره انشغل بها تأصيلا ..وانجازا. العمل التجريدي بالنسبة اليه ليس هربا من حقائق الرسم ومكانه ..وخلفية الثقافه وحين يشتغل على لوحته تستعيد الأشياء حضورها ، لاانقطاع مع تواصل معرفي قائم ، لكن الفنتازيا هي التي تعطي الأشياء ميزتها البصريه .. وتضيف التقنيات الحديثة بعدا آخر هو وعي بمنظومه جديده للتعبير. * الرسم حساسيه ومقاربه ، واي استعاره يجب ان تقابلها حركه في عالم مشغول ، هذه الحركه قد تؤدي الى صلة بألآخر وهو مايحصل عند احمد مجدوبي من خلال شبكة صلات مع رسامين ..ومهتمين من الجوار الأوربي ..حيث يعلق الكثيرون ، بتقدير ، على اعماله ونبرتها الخاصة .. * عاشق للتجريد ، هي عبارته الشخصيه ببساطه موحيه ، وحين يعاشر البحر ‘ فأن كازابلانكا مدينته ، تسمّي البحر وتطلق عناوينه ..وحين يستوحي من البحر مادته فأنه يكتب تاريح المحيط الممتد بعمقه التاريخي..ومعناه في الحياة العادية ..من صلته بحياة الصيادين والناس البسطاء ..الى صلته بالتراجيديا ألأنسانيه بأجمعها كما حكتها الروايه ..والشعر ..والسينما ايضا . اية ذاكرة يشتغل بها احمد مجدوبي ..واي جيل ينتمي اليه . انه يعتقد ان الرسم في المغرب له خصوصيته في تأكيد اصالة تاريخية ليس لفكرة التراث وحسب بل تاريخ الحداثة ايضا حيث انجز العقل العربي في المغرب الكثير من المقاربات ..والحوار مع ثقافات اخرى تجد في حوارات الشرق وابداعه استكمالا لنهج المعرفه الكونيه . * انه ليس معني بالعناوين الكبيره ، تلك قد تضيّع الرسام ،يقول لكنه معني بمشروعه التشيكلي حين يتابع دون توقف تكريس تجريداته وكأنه بصفاء لغته الفنيه يريد نفي كل ضياع يرمي بالعمل الفني الى ظلام المعنى . .لكنه يرى ان الفن مثل لغة دامية متفجره ..تثير جدلا..مثلما تثير شجنا وذكريات احمد المجدوبي يرسم للبحر وجها.. وقد اكتسى ببريق عشق ..و مواعيد حيث يخرج البحر من موجته العاتيه الى حلمه الأزرق.. الحميم.