جاء ذلك خلال افتتاحه المعرض العشرين للفن التشكيلي السعودي المعاصر، والمقر الدائم لجمعية الفنانين التشكيليين السعوديين في السابعة والنصف من مساء أمس الأحد 7 يونيو الجاري، وقد أشاد الدكتور خوجة خلال الافتتاح بالمستوى الفني المتميز الذي وصل إليه الفنانون المشاركون في المعرض، واعتبر أن الفن التشكيلي هو فن عالمي راق يخاطب الحس والوجدان، وأنه يمثل البيئة والمجتمع السعودي بشكل طيب.
وقد حضر الافتتاح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل، وصالح علي الماجد مدير عام النشاطات الثقافية، ود. صالح خطاب مدير إدارة الفنون التشكيلية بالوزارة، وعدد من الفنانين المنظمين للمعرض والمشاركين فيه منهم: عبدالرحمن السليمان، ومحمد المنيف، وناصر الموسى، وعلي عبدالله مرزوق، وفهد النعيمة وغيرهم.
وقد شارك في المعرض (53) فنانة وفنان، عرضوا (77) لوحة تشكيلية، وأعمالا منحونة، وقد تنوعت أشكال اللوحات بتنوع مدارسها واتجاهاتها ، وبدا أن الفنانين في هذا المعرض قد انتقل أغلبهم إلى ممارسة التجريب الفني في اللوحة، من حيث اختيار نسق اللوحة وبنيتها، وشكلها الهارموني، ومن خلال العاتماد على تشكيل اللوحة بشكل سيمتري هندسي أحيانا من خلال تقسيمها إلى مربعات ومستطيلات، وشحنها بالدلالة الرمزية للألوان، أو من خلال تكوين اللوحة من مجموعة من القطع المتجاورة كما لدى علي المرزوق، وحميدة السنان، وغادة الحسن مثلا.
وقد كانت أبرز التحولات الفنية في هذا المعرض هو التخلص من البيئة التي كانت تشكل موضوعا أثيرا لدى الفنانين التشكيليين السعوديين، وجعل البيئة في الخلفية الإدراكية للوحة، فاحتشد المعرض باللوحات التي تعبر عن التكوينات اللونية، والخطوط التجريدية، والحروفية، والتكوينات الحوارية سواء على مستوى حوار اللون مع اللون، أو حوار اللوحة مع الإنسان والعالم.
وفيما أعادت الفنانات حميدة السنان، وأمل فلمبان، وغادة الحسن، وإيمان الجبرين النسج على التيمات الفنية التي قدمت في أعمالهن السابقة، من حيث استثمار دلالات الوجه الإنساني، في الالتفات، والنظر، والحركة، وأعدن نسج لوحات سابقة شاركن بها من قبل في معارض سابقة، بدا أن ثمة اتجاها تجريبا لدى أغلب الفنانين المشاركين، بقطع بعض الخواص أو الملامح المتوقعة من لدن قارىء اللوحة وصدم المشاهد على مستوى استخدام اللون كما في لوحة:" البحارة" لفهد خليف الغامدي إذ يتوقع القارىء وجود اللون الأزرق الدال على البحر مثلا، إلا أن فهد خليف يكسر هذا التوقع بجعل اللون البني هو الطاغي في اللوحة.
وقد عبر الفنان التشكيلي ورئيس جمعية الفنانين التشكيليين السعوديين عبدالرحمن السليمان لإيلاف عن غبطته بافتتاح المقر الدائم للجمعية، ورأى أن هذا سوف يعطي نوعا من الهوية والمرجعية للفن التشكيلي، كما أنه سيخلق نوعا من الترابط بين ممارسي هذا الفن الجميل.
وعن دور الجمعية المقبل قال السليمان: إن ذلك من الأمور المتفق عليها بين أعضاء الجمعية حيث ستنعقد الجمعية العمويمة الخميس المقبل، وسوف يتحدد بشكل منهجي طبيعة هذا الدور، فضلا عن أن الجمعية التي تضم قاعات لعرض اللوحات التشكيلية، وعددا من المكاتب الإدارية سوف تقوم بعمل برنامج منظم لإقامة المعارض الشخصية والجماعية التي تبرز طبيعة الفن التشكيلي السعودي وتعدد مدارسه واتجاهاته.
من جانب آخر تقام في الثامنة والنصف من مساء اليوم الاثنين 8/6/2009 بقاعة حوار ببرج المملكة بالرياض، أمسية نقدية لقراءة أعمال الفنانة التشكيلية حنان باحمدان، يشارك فيها كل من د. محمد عبدالمجيد فضل، ود. سعد العبد، ورياض حمدون ويديرها الفنان التشكيلي ناصر الموسى.