صوفي يتماهي في مشغله طوال الوقت ، وشاعرتحكي روحه مثل وتر.. وهو يربط مخياله بالبحر، وبالناس .. يعرف ان المنصب خدمه .. كما يسوع وهو يعمل طويلا مع فريقه الأداري كل يوم لخدمة الحركة التشكيلية في مصر .. ولكن الفن بالنسبة اليه ملاذا وهواءا وحريه .. صلاح المليجي الرسام والغرافيكي القادم من مدن البحر، يشتغل كمن يرمي قمرا في فضاء اللوحة دونما جاذبيه معلنا ان لوحته نهارطليق المعنى والمدار.. رؤاه عبارات ، وقصائد يكتبها ، على صفحة اللون ليضيء حيث لم يكتف بلوحته بل انشغل في تأسيس النص الذي يأخذ حاشية لوحته ويحتوي طرازها .. هذا الفنان الغرافيكي يحمل ارث مصرمن فنون الماضي ، من بحر السويس الى شاطيء النيل، يربط همّه بجرح لايشفى : الناس والبقاء والعطش وألأرتواء .. ويجاهربالفن وبالمعنى . اظافر عمره تجسّم رليفات وحفور فرعونيه .. ثم تستخرج كفه درة عصر .. وحداثة وقت مختلف. * الفنان الغرافيكي صلاح المليجي – 1950 هو نتاج شرق قديم تؤرّقه المعرفة مذ اختار طريق الرسم كسرير يأسر الوانه وتقنياته ...وهو يحتفي بعزلته – مرسمه - التي تغري ملاكا متبتلا ووحيدا .. حيث تفر نشوته الى الميديا وتقنياتها من ورق ومعادن ولون وطباعة.. ليرمي اثره الفني كنتاج لمعاناة وصبر وسلوى . كان يدرس طوال وقته وينقب في معارف شتى .. وكانت الطفولة تحمل هم المنزل لكن الحلم لايعرف بوابات محدوده ولاشرفات مغلقه .. حمل ظنه ومشي الى لحظة ثراء مغامرته الفنيه ودرس وتعلم حد الأمتلاء . الطبيعه من حوله لم تكن تكفي لتحمل نبضه ولم يخطيء تواريخه اذ رمى عدته في رواق التشكيل خارج كل توقع ليلون قمصان فصوله ويرسم طريق بصيرته مثل اي مصري مثابر على اقامة كيانه رغم كل صعوبة وكل حدود . يرسم من اعماقه المطموسه اذ يستخرج الصور التي في خزائن اللون لتقول عبارتها التشكيليه ان لغة الجدب ليست لغتي واللون جهتي ومتاعي . * في ابجديته اوائل اللون مثل مكحل في عين بدوي.. بحذر اكيد ... يغامرالأسود والأبيض على صفائح طباعته ألأولى .. لكنه لم يكتف بالسواد اطارا لونيا احادي البعد ليضفي الوانا على صفحة انشغالاته ( اللون يثري الورق ويمنح المعدن قيمته ..نحاسا او قصديرا او رصاص) وكأنها صفحة غبطته التي يلوذ بها مثل لون يخرج من قزح هم مفاجيء وغيمه هاربه .. انه يترك لكل شيء ان يقول جملته وسط لوحات وتداعيات .. وورق من كل خامة محتمله . حين تأسره صفحة البحر( احد معارضه كان مخصصا لرؤيته للبحر ومعناه ورمزيته ) وقد عاش الى الجوار كل حياته – السويس ..ينتقي الطبيعة ومفرداتها وان بدت اقل اخضرارا من روحه واكثر عطشا من البحر..تستنبت كفاه خطوطا وزوايا لرؤيا تجيء مثل غريزة تؤاخي عناصرها الرمل والتراب ..الماء والعطش.. الزبد وزالشاطيء يشتغل وكأنه يعد بزمن آخر حيث لاحداثة مطلقة ولاقدامه بائده بل عصر يعاش مثل وتر وعاصفه يقولان معا انينهما وراء سياج مشغله .. وقلبه يسبقه ..يعيش عصره بكل جدل الأتصالات والتقنيات .. واثر التلقّي . * معارضه وانشغالاته خطان متوازيان لحياته .. الوظيفه وهو يدير اهم مؤسسة مختصة بالمتاحف والمعارض التشكيليه في مصر .. وفنه وقد اخذت حياته مسرى الى مشغل لايعرف استراحه .. هنا حيث يمضي الساعات ليخلص للوحته و يستعيد حوار الفن والفنانين ويستذكر مهماته الواقعية ويراجع خطواته التي يهمه دائما ان تكون قريبة من ايقاع البلاد – مصر بكل ثقلها الحضاري والأنساني حيث مئات الفنانين وهم يخرجون من رحم الحضارة القديمة الى واقع محتشد بكل حقيقه وكل مجهول وهما يهيمنان على جدل الحياة في وادي النيل منذ قرون .
هكذا تنضج بين كفيه لوحاته مثل رحم لاينطفيء يضيء نجوم افقنا . الجوائز وقد تسلم منها العديد ( جائز بينالي القاهرة الدولي، وبينالي سيربيا، وجائزة الصالون وجائزة الأعمال الصغيرةلثلاثة مرات متكرره) حيث يتنوع اهتمامه رغم تكريسه العمل الغرافيكي كأ تجاه اول .. لكن الرسم بالنسبة اليه مهمة دائمة من المصغرات الى لوحات الأحجام الكبيره وقد اختط منهجا مع الكثير من فناني مصر لأقامة الكثير من الجداريات في القاهرة والمدن ليكون الفن ملازما لحياة مزدحمه ..صاخبه وضاجه .. يتمنى ان يمارس فنه وكأنه لم يمتلي بعد مبتدأ خطوه من اول الطريق كل صباح .. مثل من يتعلم المزج ويرمي اول الخطوط ...المعارض الفردية والجماعية التي اسهم فيها لاتتسع لنتاجه لذلك فهو يحلم بعمل متواصل ومعارض مفتوحه على العالم .. وحين يدير قسم الغرافيك في جامعة القاهرة في نفس الوقت الذي يديم مكتبه ومرسمه فأنه يظل شبيه طلابه تجريبيا ومتطلعا ..دؤوبا نهما .. .. في عدد من الجامعات ترك ارثه ومايزال طلاب جامعة الزيتونه بمدينة عمان يتذكرون لمسته .. صلاح المليجي حالة اندماج روحي مع طبيعة الفن وثراء المواد والتقنيات والرؤى.. قصائده مناجاة للروح .. لكن لوحاته خرائط لطبيعة الرسم التي لايحدها مكان. |