عامت صالة المعارض في وزارة الإعلام السورية أول من أمس، فوق أمواج من السخرية والضحك والتهكم. أمواج يحركها 140 عملاً كاريكاتورياً تعتبر نخبة الأعمال المشاركة في المسابقة الدولية الرابعة للكاريكاتور، التي أعلنت نتائجها مساء أمس، بالتزامن مع افتتاح معرض ضم الرسوم الفائزة وأخرى منتقاة.
الرسمة الفائزة بالجائزة الكبرى لرسام الكاريكاتور الروماني قسطنطين سيوسو
وشارك في هذه الدورة من المسابقة السنوية، نحو 900 عمل لفنانين من 77 دولة عربية وأجنبية. واصطفت لجنتي تحكيم، واحدة محلية واخرى عالمية، وقوّمتا الأعمال على مرحلتين، كما يشير مدير المسابقة رسام الكاريكاتور السوري رائد خليل. فمهمة التقويم الأولي وقعت على عاتق لجنة التحكيم المحلية التي ضمت الصحافي حسن يوسف والفنان محمود شاهين، رئيس قسم النحت في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، ورسام الكاريكاتور مرهف يوسف.
أما اختيار الأعمال الفائزة، فكان من مهمة لجنة التحكيم العالمية التي ضمت كلاً من رسامي الكاريكاتور جوليان بناباي (رومانيا) ومحي الدين غوروغلو (تركيا) مارسيو ليت (البرازيل) ورومن دراكستينوف (بلغاريا) ومحمد أمين آقائي (ايران).
وتوزعت المسابقة على ثلاث موضوعات، ونال الجائزة الكبرى رسام الكاريكاتور الروماني قسطنطين سيوسو عن رسم تركيبي (توليف)، يضع فيه أحد شخصيات بيكاسو خلف الموناليزا وقد غطت يديه عينيها.
وفي موضوع «الثقافة والفن» أيضاً فاز رسم لحصان طروادة يحمل «جيشا» من الكتب، للصربي يوغسلاف فلاو فيتش بالجائزة الذهبية، ونال الفضية الايراني بايام بورفلاح عن رسم يصور رجلاً خلف مكتب وهو يربط بانهزام هادئ علم استسلام أبيض كان قصّ قماشه من فقاعات الخواطر البيضاء الخاوية التي تخرج من رأسه.
وذهبت الجائزة البرونزية الى جاسيك (بولندا) لرجل يخط بالحبر على لفافات من الورق تشكل رأسه.
الموضوع الثاني للمسابقة كان «البورتريه»، ونال ذهبيته الصيني زو زيون عن بورتريه لأنشتاين، والفضية نالها أمين منتظري من إيران، والبرونزية لايفايلو تسفيتكوف (بلغاريا).
أما بالنسبة الى جوائز الموضوع «الحر»، فحصل الايراني بهرام عظيمي على الذهبية عن رسم فيه مجموعة أحذية نظيفة متحلقة حول حذاء مهترئ وهو يقص عليها رحلاته التي جاب فيها بلدان كثيرة. وذهبت الفضية لرسم بديع للصربي يوغسلاف فلاهو فيتش، يصور فيه عاشقين يجلسان على مقعد، مديرين ظهرهما، وقد امتدت دفتي المقعد بدلاً من يديهما، لتضمانهما الواحد الى الآخر.
والجائزة البرونزية في الموضوع الحر نالها رسم يصور طوق نجاة مرمياً في ظلام كامل، وقد امتدت من داخله يد مستنجدة... للرسام سودا جنتيراد (ايران).
ووزعت أيضاً الكثير من الجوائز الخاصة. ويوضح مدير المسابقة انه «بسبب حجم المشاركة الكبير، حاولنا ان نكرم أكبر عدد ممكن من الفنانين من باب التشجيع».
ويلفت رائد خليل الى ان المشاركة «الواسعة» في المسابقة «جعلتنا نتجاوز الكثير من الدول الأوروبية التي تنظم مسابقات في هذا المضمار». ولا يرى خليل انه من الملح في مسابقات الكاريكاتور دعوة الرسامين الفائزين بالجوائز للحضور، إذ ان المشاركة وإرسال الجوائز يتمان عبر البريد، ويعلق: «فزت بخمسين جائزة دولية ولم أدع الى أي مهرجان».
وكانت هذه المسابقة، التي أطلقت عبر موقع الكتروني للكاريكاتور السوري، اشترطت إرسال الأعمال الأصلية عبر البريد، وليس عبر البريد الالكتروني كما تجري العادة في مسابقات دولية مماثلة. ويعزو رائد خليل الأمر الى «تمكين الجمهور والرسامين السوريين من التعرف على التقنيات المتنوعة المستخدمة في الكاريكاتور. وهذه التقنيات لن تكون واضحة تماماً إلا في الأعمال الأصلية».
|