لكن عبارتها البصرية المفرطه في الحساسيّه تزهر بين اصابع كفها الأيسر :
ريشة ومزيج مواد وحروف ..
وقزح الوان طالع من بريّة التراب الى فضاء الحريّه .
وعلا حجازي الرسامة الموجزه تقف وسط أفق الرمل ، تطلق لانهائية البصيرة عبر سراب صحرائنا .. وعطشنا وحيرتنا.. على خامتها المزحومه بالتفاصيل الفصيحه والمختصرة بعمق رمزي مقصود .
وكلما قرأت لوحتها اتذكر كيف ان بعض الكتاب والشعراء وصانعو الدراما ، مثل انطوان كالاند و ادغار الن بو ، اختارو موت شهرزاد في خاتمة مشروع كتابتهم ذلك لأنها عقل مفتوح وعينيان مبصرتان وذاكرة تسجل أنها امرأة تعرف ..
وعلا حجازي الرسامة السعوديه ، رسّامة تعرف ببصيرتها وحواسّها اسرار هذا العالم ، فتكشفه مرّه ..وتخفيه أخرى كلما كانت تعرية هذا العالم الزائف خطرا عصيّا .. لذلك تأخذ عدتها الدلاليه كامل مساحة لوحتها ( علامات وظلال وخامات من القماش والخشب ) لتشتغل على موضوعها وعلى افقه المفتوح ..
*
ريشة علا حجازي ريشه حرّة ، تشتغل بمطاوله وصبر على مساحات جدارية مثل خبرة فينيقيه على حيطان المدن والحجارة العصيّه ، خبره مكرّسة لأقامة طقس الحضور ، - جدارية نهج البرده 6×3م نموذجا ،حيث تعيد قراءة النص لونيا – وقد درست الأدب العربي والسيكولوجيا – لتبتكر للحروفية ظلالها ولايعود الحرف تزويقا بقدر ماهو رمز معرفي مدغم في تقنية تنافس المضامين لآعلاء شأن الرسم ( كان الرسم مكرسا عند الأحرار فقط ..منذ الأغريق ) وهي في عملها التشكيلي تمثل مراسا صعبا لحرية خلاّقة جاذبه ، وليست حرية طارده ..انها حرية الرسم عبر اختبارات الرؤيا وهي تشهد على سياق المعرفة البعيد وسط تداعيات واسئله وحوارات داخليه .
*
في اعمال علا حجازي .. تزويقات ونقوش ومرايا وحروف ، حيث تشتغل بأستلهام ايقوني على رموزها ، انها تطوّع طاقة الشرق لأنها منتمية الى هويّة وسمات لاتفتأ تحكي عنها في رحيل العربي وأقامته .في صبره وتغربه . وفي رسوخه وهو يمارس اسئلة المدينة وكتلتها .. ويوثق ظلالها ويؤرخ لمعمارها ووظائفه ايضا ولكن من خلال اشارات دلاليه .. وهي تكتب ذلك النشيد المنتمي الى تراب وارض .
في نصّها البصري طرفان .. النص وفكرته والنص وشكله : الرسم
وهي اذ تدقق في نزعتها الأسلوبيه ، تشير الى استعاراتها من النص وفكرته حين تعنى بذلك النظام الحروفي واستعاراته بحيث يتحول الى ظلال الحرف والى ظلال الشكل .
منشغله في البحث ومتواصله مع مونولوغها الداخلي طوال الوقت وهي تمارس شعائر الرسامة في اعماقها قبل ان تفعل ذلك في مرسمها المثقل بالتفاصيل والمشروعات والأحلام ..
*
في تجربتها المعرفية اتساع ناقل لتنوّع ثقافي ، وحس مرهف بأيقاع الأشياء .. وبرغم ثراء دراستها للتشكيل .. تصوير حفر على مواد متنوعه وطباعه وفوتو لكنها في نزعتها البدائية ( الطفوليه ) حول الخط وانحناءته .. في الشكل وتفتيتاته وايحاءاته حيث تديم بقاء طفولة مبتكره .. طفوله موحيه .. ولذلك فأن نساءها لسن مثل نساء ماتيس – محظيات وصبايا شرقيه تحت خدر الترف المر والسكون الجمالي السلبي - بل ان نساءها حاملات تذكارات مثقلات بوعيهن ..خارج الشكل ا وعند ظلاله في تعبير معمّق عن امراة أخرى محنيّه على وجعها وحقيقتها ا .. وعن نساء اخريات تحكي عنها علا حجازي عبر نظام علامات ورموز وتجريدات قصديه من النحول والوعي .
*
في معارضها الفردية والجماعية التي اسهمت فيها ، تحمل علا حجازي اشارات التحول والأنحياز نحو بنية اللوحة – الرسم .. ذلك ان حضورها ليس حضورا شخصيا رغم اهميته لكنه حركتها .. واسئلتها اللاّئبة داخل الروح..
( احاسيس ومشاعر وروح واسماء وتدفقات وحنو ايضا ) تلك التي لاتكتفي بأنها ترسم بل تنوء بدابها في التنقيب داخل الرسم عن غفران آخر لخطايا الواقع وتشتته في الثانوي وغيابه عن الوعي في خراب الهيأة .ز وانحراف الشكل .. انها الرسامة التي تحمل ارث تمرداتها ..
وترمي انفعالها اللوني ، لوعة وسؤالا .. لأعطاء الأسلوبية والشكل ثرائهما التعبيري
ذلك التعبير المبهم عند علا حجازي حيث الأفصاح ..المتأمّل للشكل الموحي
..انها لاتريد ان يكون نهائيا ومقرّا .. بل جدليا يحكي تذكارات ويلقي توقعات هي احلام ورؤى رسامة تعيد اعتبار حقائقنا المهدده .