* ماذا تثير أم كلثوم بداخلك لترسمها؟
ـ أم كلثوم رمز لتاريخ طويل من الذوق والأدب والجمال، وهي نموذج للمرأة المصرية والعربية التي أفتقدها الآن في كل مكان أذهب إليه. وهي تمثل لي شرقيتي التي أعتز بها وأحاول الدفاع عنها.وللأسف الشديد لا ارى امرأة واحدة جميلة الآن في الشارع المصري والعربي، فلم تعد المراة الآن تنظر جيداً في المرآة، وأنا بهذا المعرض عن أم كلثوم أقول لكل سيدة "يا بنت بلدي حاولي ان تكوني جميلة".
* في عصر أم كلثوم يوجد رجال لماذا تركت التعبير عنهم وانحزت لأم كلثوم؟
ـ لأن الرجل لا يمثل بالنسبة لي إشكالية أبحث عنها، إنما المرأة هي الأم والأخت والزوجة والابنة، وقد استطاعت أم كلثوم أن تكون الصورة الجميلة والمعنى العميق الذي اتفق عليه كل الرجال. جمعت بين الصوت العذب والقلب الطيب والمظهر الذواق، ولا أبالغ إذا قلت إن أم كلثوم تقفز دائماً إلى خيالي وذاكرتي كلما بحثت عن امرأة تجمع شرقيتنا في جلبابها.
* ما أهم الأغنيات التي استلهمت منها لوحاتك عن ام كلثوم؟
ـ في الحقيقة أنا أستمع لأم كلثوم بشكل يومي، فعندي تسجيلات كثيرة لها، وبالنسبة لرسومات هذا المعرض فقد استوحيتها من أغنيات بعينها مثل "الأطلال"، "ذكريات"، "الآهات"، "أروح لمين "وبالمناسبة أنا رسمت أم كلثوم وهي تغني في المولد النبوي قصيدة "ولد الهدى "وكانت مناسبة رائعة بالنسبة لي وفرصة كبيرة لرسمها.
* بمناسبة المولد النبوي.. ما علاقة لوحة المصلين في هذا المعرض بأم كلثوم؟
ـ العلاقة هنا علاقة رمزية، فأنا أريد أن أقول إن هؤلاء المصلين كانوا في زمن أم كلثوم، وأن المجتمع المصري بكل انتماءاته الدينية كان أجمل. أم كلثوم لها بعد ديني لا يمكن أن أتجاوزه في رسوماتي لها.
* هل المرأة في حياتك هي مجرد ملهمة كأم كلثوم؟
ـ المراة في حياتي تمثل إشكالية كبيرة، فقد حرمت من الأمومة مبكراً وتوفيت أمي وأنا في سن الثالثة ولذلك تأثرت كثيراً بهذا اليتم حتى أنني تعلقت بكل أمهات أصحابي واتخذت منهن أمهات لي في كل مراحل حياتي، بل إنني لم أتزوج من رفيقة عمري الحالية إلا بسبب حبي لأمها التي هي"حماتي".
* ماذا يمثل صوت أم كلثوم في لوحاتك المرسومة؟
ـ صوت أم كلثوم هو كل لوحاتي المرسومة في هذا المعرض وفن الرسم يصبح متألقاً عندما يختار الصوت ويعبر عنه. وصوت أم كلثوم ظهر في فترة هامة من تاريخ مصر الحديث، وهو صوت يسحرعيني قبل اذني التي تتوهج بالعاطفة والحب والتشكيل. ومجموعة كلثوميات هذا المعرض تجسد كوكب الشرق وهي تتمايل وتتغنى في وصلة شجن بأحلى وأجمل أغنياتها، وقد اخترت لها ألوانا قوية ومتناغمة.
* هل يمثل هذا المعرض ثورة على واقع المرأة المعاصرة؟
ـ رسوماتي في هذا المعرض عن أم كلثوم محاولة لإنعاش ذاكرة المرأة العربية والمصرية. تلك الذاكرة التي أصبحت تعاني من "الزهايمر "الذوق والفن والجمال والشياكة، فقد خسرنا كثيرا عندما تخلينا عن تلك المفردات والقيم في شارعنا العربي والمصري. الرجال تغيرت أذواقهم إلى الأسوأ في نظرتهم إلى المرأة، وهو ما دفعني إلى استحضار صورة أم كلثوم كامرأة جمعت في نفسها كل عناصر الذوق والجمال والإبداع.
* مم تستلهم أفكارك ورسومات معارضك؟
ـ ريشتي دائماً أخاطب بها بسطاء الناس ومجتمعاتهم الشعبية في القرية والحارة. فالمقاهي والشوارع والحراك الشعبي اليومي تمثل أدوات متحررة وملهمة في كل رسوماتي، وعندما يبحث أحد عني في القاهرة يجدني متجولا بعيني في احدى المقاهي أرصد حركة الشارع وانفعالات الناس وأستلهم منها إبداعي المرسوم.
