تحت رعاية الشيخ محمد بن نهيان بن مبارك آل نهيان، تنظم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث معرضاً للفنان الجزائري زياني، وذلك خلال الفترة من 6 ولغاية 17 إبريل 2009 في قاعة ابن ظاهر بمقر الهيئة في المجمع الثقافي.
وتقول الناقدة الفنية الفرنسية كلارا بوزنيكوف عن الفنان، "إنه يمكن النظر إلى حياة حسين زياني على أنها مثل رواية أو حتى قصة خرافية".
نشأ زياني المولود قبل 55 عاما في أسرة متواضعة للغاية وظروف معيشية متدنية في محيطه الاجتماعي أيضا، حيث لم يكن ثمة من سبب إطلاقا يدعوه لأن يكون الفنان العالمي الشهير كما هي حاله الآن، بيد أن شغفا وحيدا واستثنائيا تملّكه حين كان صبيا صغيرا ودفعه إلى أن يسرق قطعا طبشورية من مدرسته، ليرسم.. ويرسم مهما كلفه الأمر وحيثما استهواه ذلك.
شكلت الطبيعة وطفولته القروية وأهالي قريته وعائلته المواضيع المفضلة لديه، حين أعاد انتاجها مرة بعد أخرى.
وعبْر عناده ومثابرته وبعيدا عن أية تأثيرات ثقافية، طوّر حسين زياني شخصيته والأسلوب التشكيلي اللائق به.
سخّر زياني حياته لتطوير فنه ولفرض أسلوبه، مازجا بين الواقعية والواقعية المفرطة التي يمكن ان نلحظها في أعماله للوهلة الاولى من جهة، واللمسات التجريدية الواضحة في الخلفية من جهة أخرى.
وفوق هذا كله، فهو الرسام الوطني للجزائر بضوئها وظلالها الخاصة. رسمَ كل ما فيها: من مشاهد القتال الضخمة استجابة لتوجيهات الحكومة وترسيخا لتخصصه في الرسم المنظوري واللون والبنية التشكيلية لتلافي التكرار، الى أبسط مشاهد الحياة اليومية.
جرّبَ حسين زياني كل الأساليب التشكيلية: البورتريهات، المشاهد الحية، المناظر الطبيعية، الرسوم التاريخية، الفانتازيا "العجائبية"، مشاهد البذخ، الى جانب البساطة الشديدة في تصوير الحياة في الصحراء الكبرى.
شيئا فشيئا ومع مرور السنين، سعى زياني الى مزيد من الاعتدال والبساطة مدركا ان المبالغة في نقل التفاصيل والملامح والاشكال قد يعيق النظرة العامة الى اللوحة ويُضعف بنيتها.
انصبت جهوده على خلق تباين بين النظرتين الأولى والخلفية، جاعلا من الاخيرة غارقة في غبار مضيء يشبه السراب. لذلك، فقد أثمرت أعماله عن قوة وطاقة لا مثيل لهما. |