اعلن الناعي في دمشق مساء يوم الاحد (الثامن من شباط فبراير) عن رحيل الفنان العراقي عبد الخالق المختار، في احد مستشفيات دمشق بعد ان توقف عمل الكلية الوحيدة لديه تماما، وهي التي عاش معها في صراع مرير لا سيما خلال الاشهر الستة الماضية، وقد تعبت هذه الكلية واتعبته من كثرة الالتهابات والعلاجات، وكانت معاناته منها تزداد ويضطر معها الى زيارة المستشفى يوميا واجراء عملية غسيل لها يوميا في مستشفيات دمشق، حيث يرتبط بأعمال فنية عراقية يتم تصويرها في سورية، ويتناول العلاجات التي ماكانت اكثر من مسكنات للالم، لكنه كان يتواصل في اعماله على امل ان يجري عملية زرع كلية في (عمان) بعد ان يستكمل العلاج اللازم حسب تشخيصات الاطباء، كما اخبرني خلال اخر مكالمة هاتفية بيننا، والتي ابلغني فيها انه يتمنى ان يعود الى بغداد ويتنفس هواءها ووحده الذي سيشفيه من مرضه ومعاناته، ولكن متطلبات العلاج جعلته يبقى في دمشق الى حين زرع الكلية، ولكن الاقدر لم يمهله طويلا، وبهذا الرحيل يكون نجم عراقي اخر قد هوى في الغربة. وعبد الخالق المختار واحد من ألمع نجوم فن التمثيل في العراق، وربما هو الوحيد الذي حافظ على نجوميته طوال سنوات عمله، وظل متألقا على الدوام، سواء في اعماله المسرحية او التلفزيونية، للخصوصية التي يتميز بها ولشخصيته الجميلة، وهو من مواليد بغداد عام 1960، غير متزوج، حصل على شهادة (البكالوريس) في الفنون المسرحية / التمثيل والاخراج عام 1982 من اكاديمية الفنون الجميلة / جامعة بغداد، وحصل على شهادة (الماجستير) في الفنون المسرحية بدرجة(جيد جداً) عام 1989 من الاكاديمية ذاتها، وهو عضو في الفرقة القومية للتمثيل، وعضو مؤسس لفرقة (ابراهيم جلال) المسرحية، كما انه عمل مدرسا في معهد الفنون الجميلة / بغداد / قسم الفنون المسرحية من عام 1991 الى عام 2001، وشغل منصب رئيس فرع التمثيل / قسم الفنون المسرحية في معهد الفنون الجميلة ببغداد لمدة ثلاث سنوات، كما عمل منتجا منفذاً في حقل الانتاج التلفزيوني الخاص، وعمل مستشاراً فنيا في قناة البغدادية الفضائية، وعضو مؤسس فيها قبل ان يغادرها للتفرغ لاعماله الفنية وبسبب حالته الصحية، قدم العديد من الاعمال المهمة على صعيد التلفزيون او المسرح مع فيلمين سينمائيين هما : (الحب كان السبب) مع المخرج عبد الهادي مبارك عام 1986، و(حكاكة) اخراج اركان جهاد لصالح قناة السومرية عام 2008، كما حصل على العديد من الجوائز العراقية والعربية وعلى العديد من الشهادات التقديرية. |