هذا وقد أعدت إدارة التراث برنامجا متنوعا لهذا الملتقى متمثلا في جانب فكري وآخر ترويجي توثيقي، حيث تضمن الجانب الفكري عدة محور تناولت أبحاث ودراسات حول إحياء وتطوير وتسويق الحرف والصناعات الإماراتية، ووسائل دعم الحرفيين المواطنين. أما الجانب الترويجي فشمل ورش عملية استعرض فيها الحرفيين مهاراتهم ومنتجاتهم، ومعرض صور لبعض الحرف الإماراتية، إضافة إلى معرض للكتب التي تناولت موضوع الحرف والصناعات التقليدية في دولة الإمارات أما الجانب التوثيقي فتمثل في إعداد فيلم وثائقي عن الحرف التراثية، وكتيب الملتقى، وإصدار قرص مضغوط "سي دي" صوتي يجسد النداءات والأهازيج المصاحبة لأداء بعض الحرف، إضافة إلى كتاب الملتقى المتضمن الأبحاث والدراسات التي طرحت إبان ملتقيات سابقة .

ـ عرض حي لمجموعة منتقاه من الحرف والمهن الشعبية في الإمارات "السدو، التلي، السفافة، بادلة التلي، غزل الصوف، خياطة الثوب الميزع، قرض البراقع، طحن الحب، الأدوية الشعبية، الدخون والعطور، خياطة الملابس، خض اللبن، قلادة الحبال، صناعة الطبول، خصافة التمر، صناعة القراقير، صناعة الليخ، الحدادة، الحجامة، صناعة السكاكين والتخشيب، الغزل والنسيج، الوسم، الطب الشعبي، تركيب الطبل، الطراقة".

كما شاركت في الملتقى الجهات الرسمية والأهلية التالية: ـ هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ـ إدارة المنشآت الإصلاحية والعقابية ـ جمعية الاتحاد النسائية بالشارقة ـ جمعية نهضة المرأة الظبيانية ـ جمعية ابن ماجد للفنون الشعبية والتجديف والتراثـ جمعية النخيل للفن والتراث الشعبي. ـ نادي الثقة للمعاقين بالشارقة ـ متحف الشارقة للآثارـ تليفزيون الشارقة.

هذا وجاء في تصريح الأستاذ عبد العزيز المسلم مدير التراث والشؤون الثقافية أن الملتقى جاء ضمن إطار توجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بضرورة الاهتمام بالتراث وتطوير ميادين هذا الاهتمام من خلال الحرص على توثيقه ماديا وفق أرقى الأساليب العلمية دون أن ننسى التراث الشفهي الذي يشكل جزء من الذاكرة التراثية للأجيال السابقة، حتى لا يندثر ذلك أن التراث أحد المكونات الأساسية لهوية أي شعب من الشعوب.

وأضاف المسلم: في هذا الأطار تأتي جهود إدارة التراث التي تستهدف ترسيخ مفهوم الحرف اليدوية والتقليدية وتوسيع قاعدتها، ودعم الحرفيين وتدريبهم وتشجيع الابتكار في هذا المجال، وتسويق المنتجات وإبراز وتعزيز مكانة الحرف كعنصر من عناصر التنمية الاقتصادية وتوثيق الصلة بين الحرفيين المواطنين والمجتمع من خلال برامج وملتقيات ومهرجانات ثقافية وتراثية، والمحافظة عليها وصيانتها من الاندثار بتبني المشاريع التي تسعى لرصد الحرف، وإعداد قوائم بهذا الرصد وإصدار كتب ونشرات تشمل الأدوات والخامات المحلية المستخدمة في إنتاجها.

وأضاف إن ملتقى "الحرف التراثية" يشكل ركيزة هامة لبلورة إستراتيجية وطنية للنهوض بالحرف التقليدية خاصة وإنها أصبحت احد عناصر الجذب السياحي عبر الإسهام في كثير من المعارض والمهرجانات المحلية والإقليمية والعربية والعالمية التي يتم تنظيمها وتحرص إدارة التراث على المشاركة فيها.

واختتم الأستاذ عبد العزيز المسلم تصريحه: "ستتواصل جهودنا في العطاء هذا العام في الميادين المتنوعة للتراث بما يحقق تنفيذ أحد الأهداف الإستراتيجية الوطنية لحماية التراث والتعريف به، وتعميمه محلياً واقليمياً ودوليا كونه يشكل الماضي الذي انبثق من خلاله هذا الازدهار في كافة المجالات".