كل الأعمال والقطع المنحوتة ملتقطة من صلب الحياة اليومية ، جسدت هيفاء المرأة في مختلف احوالها بإشارات ورموز تتواصل فيها مع الرجل مشكلة كتلة متجانسة من الانسان ، أول ما يخطر ببال المتأمل لأعمال الفنانة هيفاء عبدالحي هو ( آدم وحواء ) .
اللغة التي استعملتها الفنانة في عملها مفعمة بالعاطفة والأحاسيس تشير الى موهبة عميقة تتفجر بضربات الازميل على الحجارة والخشب ، فما يحكم المنحوتات قيم جمالية سلسة وبسيطة حرصت الفنانة على الالتزام بها وايصالها الى المتلقي بطريقة شفافة و واضحة تكاد تخلو من الغموض لا يحتاج فيها المتلقي الى الإمعان في النظر والغوص فيما وراء النحت اذ ان تفاصيل معظم اعمالها واضحة من ملامحها المكشوفة ، بالقدر الذي نجد فيه الفنانة قادرة على استحضار المرأة بكثافة عالية ، تتمكن في الجانب الآخر من الشد الى عناصر رئيسة تخص الرجل بعد تمريره بغربال يجرده من كل ما هو زائد وهامشي ومتشبثة بجوهره الأساس .
اعمال الفنانة تعطيك مفتاحاً لدخول عالم المرأة والرجل معاً بلا قيود او ضوابط ، فالايماءات الرمزية تصورهما في حالات واوضاع مختلفة واقفان ، جالسان ، نائمان ، مستلقيان ،..... الخ ،مستلهمة فكرها من طقوس الحب القديمة التي ذكرت في الاساطير .
استطاعت الفنانة في عملها ان تجرد نظرية المحاكاة عند افلاطون الذي يرى ان العمل الفني محاكاة للواقع واجبه تمثيل او وصف الحياة كما هي او كما ينبغي ان تكون. وحاولت الفنانة فيها ان تواكب الحداثة وتتجنب التقليد في عمل النحت وتفادت الطرائق الكلاسيكية المعهودة في اعمال غيرها من الفنانين ، تنوعت احجام وقياسات منحوتات هيفاء عبد الحي بين كبير وصغير و وسط والتي يبلغ عددها (26 عملاً) من المنحوتات المميزة عمل خشبي بشكل مرآة مأطرة برجل و امرأة متعانقين مع بعض.
هيفاء عبد الحي موهبة جديدة من مواليد 1983 في مدينة السويداء / سوريا درست في المعهد المتوسط للفنون التطبيقية في دمشق و تدربت لمدة سنة في مشغل النحات فؤاد أبوعساف ولها مشاركات عديدة في ملتقى النحت ( جيم ) في القرداحة 2004 و ملتقى النحت في جبلة 2006 و معرض جماعي في المركز الثقافي في السويداء و معرض الشباب و معرض فردي في صالة ألفا في السويداء 2008و مشاركة ملتقى النحت في السويداء 2008 .