عندما ترسم المشهد تختار له الالوان التي تناسب مزاجها. لا اهتمام لديها بالواقع الذي يحيطها. المنظر هو حجة لتلوينات فاتحة، فرحة، متجانسة، انما بعيدة كل البعد عن هيئتها وواقعها. لذلك تأخذ الاشياء المرسومة ابعادا جديدة لا علاقة لها بما هي عليه في طبيعتها. كل المواضيع المعروضة هي من المشاهدات اليومية، في البيت اي في الداخل، او في الجوار.
العين تشرد مرارا وتقطف من هنا غصنا صغيرا ومن هناك فاكهة او زهرة أو شجرة سرو. كل الالوان مباحة. لا اشكال في تلوين الارض لانها ذات مساحة مجردة لا حركة فيها. ثم تتكون الاشياء بحسب منطق تعبيري لا يهتم كثيرا بالواقع بل يفضل التناسق بين الكتل اللونية التي غالبا ما تحاكي الحواس وترسم حدودا بخطوط عريضة تكحلها وتفصلها عن تكتلات مختلفة تظهر فجأة من وراء شجرة او بيت او سماء مليئة بزرقة تميل الى الكحلي فكأنها تودع النهار لتستقبل الليل. لا تثرثر الفنانة بل تكتفي بإضافات قليلة تخطط المراحل التي تمر بها بعض المكونات فتختار الانسب وتُسقط من حساباتها كل ما قد يشوّه المنظر العام ويثقله بتفاصيل غير مفيدة وغير محببة.
ولا يخفى على المتلقي أن ثمة غنائية مضبوطة تسيطر على الاجواء وتترك في الافق لمسات لونية مشرقطة وكأنها في غالبيتها قد رسمت لتخبر عن مواسم الحصاد.
صحيح ان لا جديد في المعرض انما يستخلص المرء ان ندى حبيش لا تزال في طور البحث عن نصها واسلوبها، غير أنها تعرف كيف تشيع التفاعل مع الالوان وهذا يساعدها في البحث عما قد يحدث معها عندما تصير جاهزة لبلورة اختباراتها اذا تميزت بصبر يساعدها في تخطي الصعاب والوصول الى ما يتناسب مع طموحاتها الفنية.