افتتحت مؤخرا في العاصمة المغربية الرباط الدورة الثالثة عشرة للمعرض المغربي للفن الفوتوغرافي تحت شعار ''ذاكرات'' بمشاركة عدد كبير من الفنانين المغاربة والأوروبيين. وتحتفل الدورة الجديدة التي تستمر إلى غاية 31 من الشهر الجاري بالذكرى العشرين لتأسيس الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي. وتتميز بأنها تشكل فرصة لتقييم عمل الفوتوغرافيين المغاربة وتسليط الضوء على مدى احترافية أعمالهم، وكذلك بتكريم الفوتوغرافي المغربي عبدالحميد الرميلي وعرض أعماله في معرض خاص يحمل عنوان ''احتفاء بذاكرة مدينة القنيطرة'' التي احتضنت الفنان الرميلي وصقلت موهبته وقدمته للساحة الفنية كأحد أبرز الفوتوغرافيين في المغرب.
ومن بين الفنانين المشاركين في المعرض الفنان المغربي نور الدين الغماري الذي حقق شهرة عالمية في وقت وجيز، وعن طبيعة مشاركته في الدورة الحالية لمعرض الفن الفوتوغرافي، قال الغماري ''أشارك في الدورة الثالثة عشرة بصور تعكس شعار الدورة القائم على فكرة الذاكرة، وتحمل الأعمال التي أعرضها في الدورة الحالية جانبا شخصيا وعمليا، كما أن هذه الذاكرة التي تتناولها صوري تعني الكثير بالنسبة للمغاربة شبابا وشيوخا فقراء وأغنياء لأن موضوعها هو الهجرة غير الشرعية من المغرب الى أوروبا، والتي تعكس قصص البؤساء واليائسين من المغاربة والأفارقة الذين يحلمون بحياة أفضل في فردوس الأندلس''.
من جانبه، قال الفنان الفوتوغرافي جعفر عاقيل رئيس الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي، إن فوتوغرافيات الدورة الثالثة عشرة للمعرض تكشف عن بوادر تشكل منعطفات جديدة في المشهد الفوتوغرافي المغربي. واعتبر أن اختيار المنظمين شعار الذاكرة موضوعا للدورة الحالية التي تصادف الذكرى العشرين لتأسيس جمعية الفن الفوتوغرافي، ''ليس اختيارا اعتباطيا ولا اختيارا من باب الترف الفكري أو الفني وإنما ينم عن وعي بالقيمة الإضافية التي يمكن أن تضيفها الفوتوغرافيا لمشهدنا الفني والثقافي والسياسي والاجتماعي والإعلامي''، وأوضح أن ''الفوتوغرافيا قادرة على أن تقبض على تفاصيل الحياة المنفلتة وتخليدها وقادرة على أن تزاوج بين التعبيري والتوثيقي والفكري بأشكال مختلفة وأبعاد متعددة بالخصوص. إن هذه الميزة الخاصة للفوتوغرافيا على الحكي بأسلوب التعالي وأحيانا أخرى بأسلوب الزهد، هو ما يجعل من وضعها وضعا شائكا ومشاكسا في الآن نفسه خاصة في علاقاتها بخطابات الشاشات والسجلات الأخرى''.
كما تتضمن الدورة معرضا لفنانين فرنسيين، وندوة حول موضوع ''وضع الفوتوغرافيا المغربية ومساراتها'' بمشاركة باحثين ونقاد فنيين وفنانين وطلبة، ومعرضا للفوتوغرافيين الشباب حول قرية سيدي عبدالسلام بمدينة افران |