المدن المحروقة .. المدن الجبال
كيف اسميها
المخيلات المقطوعة الجذور
كيف اسميها
هذه الحروب .. كيف ..
هذه المفردات تبدو مثل تداعي حر تتالف وتتكرر مع ثيمة موسيقية تتكرر ايضا ، وتصور على درجات لحنية اخرى مثلما هو الصوت صوتها في تجلياته ، صاعدا .. او نازلا بتنوع الدرجات التي تؤدي فيها عملها الموسيقي وكأنه ارتجال لاينقطع ، لكنه عمل موسيقي مدروس ومدون .
ان ثقافة كاميليا جبران ثقافة تنويرية ايضا ، لذلك فهي تخرج بنا خارج المؤسسات والنقابات .. والأتحادات والحفلات الرسمية .. والأرباح والخسائر وتأخذنا الى فضاء شعري في النص ، وفضاء موسيقي جديد يعد بقيامة موسيقية عربية ..و يعد بلون موسيقي خارج السياق يقول لنا كم هي ثرية موسيقانا لتستطيع ان تلتقي مع موسيقات العالم ..
*
كمن يغمس خبزه في طعم جديد
بهذه العبارة تلخص كاميليا جبران تجربتها ، فهي صبورة ومتأنية ونوعية خارج البروبوغاندا .. ولاتقبل بأي شيء حتى تقرر هي جودة العمل .. انها تدقق وتتأمل وتنتظر معتقدة ان تلك هي عدة التأسيس الصعب _ العام الماضي كتبت الصحافة الفنية البلجيكية عن حفلتها صيف 2007 واصفة هذه التجربة الفنية الموسيقية بالفرادة والخصوصية والأستقلال ، الصحف الفرنسية تحتفي بها طويلا ، اللوموند ، اللومانتيه ، فرانس دبلوماتيه وغيرها ، تقول كلاما عن تجربة مغايرة في الموسيقى العربية تعطي تأكيد المرونة التي تتصف بها بنية الموسيقى هذه حيث تتآلف الآلات الموسيقية العربية مع التقنيات الحديثة كما تفعل كاميليا جبران .
*
في اختيار النصوص ، وغالبا جبران و بول شاؤوول و سلمان مصالحة وعائشة ارناؤوط وديمترس اناليس .. وفاضل العزاوي وعبد اللطيف عقل ، وسوسن دروزة وهم كتاب قصائد نثرية غرائبية البنى والرموز ، فأن كاميليا جبران اختارت نصوص الحداثة مثلما لها طريقتها الخاصة في بنائها الموسيقي من ذلك النسيج بين آلة العود وتكييفها الجديد في العزف .. مع الآلات الألكترونية :
- غريبة في هذا العالم
غريبة
وفي الغربة وحدة قاسية
هذا شطر من نثريات جبران خليل جبران .. يجهد المتلقي ليجد فيه نشوته التي تعودها ..
انها موسيقى لجيل مختلف .. جيل الشاطيء الآخر
الذي لم يبق في وجوههم غير النظر..
المطرودون من نفوسنا ..
ممنوعون من الأقامة في بلادنا الحقيقية ... و هذا هو اختيار كاميليا جبران .
----------
هوامش :
ولدت كاميلي جبران في الرامة في مدينة عكا بفلسطين ، وتلقت دراستها الموسيقية على يد
والدها الياس جبران استاذ الموسيقى وصانع الآلات الموسيقية المتميز.. لأكثر من عشرين سنة وهي عضوة في فرقة صابرين في مدينة القدس.. وللفرقة اعمال كثيرة وموقع على الشبكة .. و في اواخر التسعينات سافرت الى سويسرا .. ثم قدمت مشروعها الموسيقي الخاص عام 2002 .. مع فيرنر هاسلر .. وميض هو اسم العمل الموسيقي المهم .. اسهمت مع المخرجة آن ماري هوللر في فلم الأوتار تروي للتلفزيون السويسري عن عائلتها الفنية .. تمت استضافتها في مهرجانات دولية وعواصم عربية .. قدمت صيف 2007 مشروعها – مكان - في مدينة عمان ولقي اهتماما كبيرا .. تقيم في باريس وتتابع منجزها الموسيقي تأليفا ودراسة وبحثا .