... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله Bookmark and Share

 

معارض تشكيلية

 

 

 

 
 
   
مها جورج.. تعبّر بالفن الإفريقى عن قضايا الواقع

ياسر السلطان

تاريخ النشر       07/12/2008 06:00 AM



 
أعمالها تتميز بطبيعة انفعالية، ونزعة إلى التلقائية والتبسيط فى تناول المفردات التى ترسمها، وهى فنانة دائمة البحث فى الخامة، والعناصر.. فى أسلوبها جاذبية خاصة تلفت الانتباه وتجبر المتأمل على العودة مرة أخرى إلى اللوحات التى استخدمت فيها الكولاج "القص واللصق" إضافة إلى خامات أخرى.. إنها الفنانة مها جورج التى تقيم حاليا معرضا لأعمالها بقاعة إنجى أفلاطون بأتيليه القاهرة، هذه الفنانة التى كان اهتمامها منصبا قبل سنوات على ما يعرف "بفن اللحاف" Quilt Art""، وما زالت آثار هذا الاهتمام بادية على أعمالها حتى اليوم.. فما هو هذا الفن، وكيف تعرفت عليه؟.. هذا ماسوف نعرفه من خلال لقائنا معها فى غمرة احتفائها بمعرضها بالقاهرة.

والفنانة مها جورج من خريجى كلية التربية الفنية، وتعمل حاليا مدرسة بقسم التصوير بنفس الكلية، ولها العديد من المعارض الفردية كان آخرها فى نفس القاعة عام 2006، كما تشارك بأعمالها فى الكثير من المعارض الجماعية التى تقام داخل مصر وخارجها، وكانت لها عدة سفريات إلى الولايات المتحدة الأمريكية كمنح فنية.

أما عن الأعمال المعروضة فى هذا المعرض فهى تقول إن كل اهتمامها كان منصبا فى التعبير على المرأة فى مجتمعنا، والصعوبات التى تواجهها، خاصة الفتيات، وطريقة اختيارهن لشريك حياتهن، وكذلك الصعوبات التى تواجه أولائك الفتيات، والشباب أيضا، وما أكثرها من صعوبات خاصة فى أيامنا هذه التى تمتلىء بالكثير من المعوقات التى تواجه كلا الطرفين، وتتسبب فى تأخر سن الزواج، وهو الأمر الذى تحول إلى شبه ظاهرة فى مجتمعاتنا، كل هذه الأمور تعتبرها الفنانة حافزا لها على السرد التشكيلى على سطح اللوحة.

وعن الخامة، والأسلوب الذى تتبعه تقول مها جورج: فى بداية مشوارى الفنى كنت أرسم على الورق والقماش بالطريقة المعتادة، إلى أن تعرفت على فن "اللحاف"، وهو أحد الفنون المستحدثه التى ظهرت لأول مرة فى الولايات المتحدة الأمريكية، ووجدت نفسى مشدودة إلى هذا الفن، وتعرفت عليه من خلال القراءات والمشاهدات المصورة، ثم الزيارات المتحفية، وهو فن غير موجود وغير معروف عندنا تقريبا، وهو ممتع وجذاب لكنه يحتاج إلى طاقة كبيرة من الفنان، كما أنه يستهلك كثيرا من الوقت أيضا، لذا عدت مرة أخرى إلى الرسم على الورق بعد أن كنت قد مارسته لسنوات، لكننى فى نفس الوقت ما زلت محتفظة بنفس الروح ونفس الأسلوب، وإن تقلصت المساحات بعض الشيء.

وتضيف الفنانة: كنت فى السابق أملأ العمل بالكامل بالكثير من المفردات، والأشخاص، كما أن الموضوع عندى عادة ما كان يتشعب إلى الكثير من القصص داخل العمل الواحد، أما الآن فقد بدأت التركيز على مجموعة واحدة من العناصر أضعها فى صدارة اللوحة، كما أن عدد الأشخاص فى اللوحة بدأ أيضا فى التراجع فبعد أن كانت اللوحة تحوى العشرات من الأشخاص صارت تحتوى على عدد قليل من الشخوص يتناسب مع حجم ومساحة العمل الذى أرسمه.

* هل يمكن أن نعرف أكثر عن فن اللحاف؟
- فن اللحاف هو نوع قديم من الفن الشعبي، وجدت آثار له فى العديد من المقابر التى تنتمى إلى حضارات مختلفة، ومنها الحضارة المصرية القديمة، حيث عثر على قطع فى مقابر تنتمى إلى أسر فرعونية متباعدة، لكن وجوده كشكل من أشكال الفنون المعاصرة، وانتشاره فى أنحاء العالم يعود فيه الفضل إلى مجموعات الزنوج الأمريكيين الذين حملوه معهم كجزء من تراثهم الأفريقى إلى الأرض الجديدة التى هاجروا أو أخذوا قسرا إليها، وهو فن كان منتشرا بين هذه الأسر ذات الأصول الأفريقية كأحد مظاهر الاحتفال بالزواج لديهم، إذ كان لزاما على الأمهات والجدات أن يصنعن للعروس لحافا من القماش المزركش والمزين بالتطريز مستخدمات فى ذلك قطع وبقايا الملابس الخاصة بالعروس التى كانت ترتديها قبل الزواج، وكان الأمر يستغرق شهورا وأسابيع، لكنه فى النهاية يسفر عن قطعة فنية بديعة، تحتفظ بها العروس فى منزل الزوجية، وتورثها لأبنائها أيضا. ومن مجتمع الزنوج، انتشر هذا الفن بين كل شرائح المجتمع الأمريكي، وصار جزءا من الموروث الشعبى الأمريكى بشكل عام، ولكن خلال العقود الأخيرة عرف هذا الفن طريقه نحو قاعات العرض، متجاوزا الحدود الأمريكية إلى بلدان أخرى فى أوروبا، ومتجاوزا أيضا تصنيفه كأحد الفنون الشعبية إلى واحد من الفنون الحداثية التى اجتذبت أعدادا من الفنانين فى كافة أنحاء العالم.

 وهل يرتبط فن اللحاف بالاستخدام المباشر والمعتاد للألحفة التقليدية كما هو متعارف عليها؟ 
لم يعد فن اللحاف مرتبطا بهذا الإستخدام المعتاد، بل أصبح يتعامل معه على أنه قطعة فنية، أو معلقة، وحتى قبل انتشاره بهذا الشكل كان بعيدا أيضا عن هذا الاستخدام، إذ كان يتم الاحتفاظ به فى البيت، والتعامل معه بحرص مثله مثل أى عمل فني.



مقالات اخرى لــ  ياسر السلطان

 

copyright © 2008  Al ZaQurA.com, Inc. All rights reserved 

 

 

Developed by
ENANA.COM