خرج الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد صالح خليل عن المألوف في المعارض التشكيلية الفلسطينية وقدم مجموعة من اللوحات الفنية في معرضه (هندسة الجسد) التي تبرز تفاصيل جسدي المرأة والرجل.
وقدم خليل في معرضه أمس الإثنين ما يزيد عن اربعين لوحة فنية مختلفة الاحجام تبرز فيها تفاصيل جسد المرأة اضافة الى رسومات اقل لجسد الرجل والى جانبها 12 اسكتشا لذات الموضوع ورسومات اخرى لنفسه ولوحة اخرى كرسها للسياسة.
وقال خليل الذي لم يخف قلقه من رد فعل الجمهور في بلد يوصف بالمحافظ على رسوماته "هذا فن يدرس في كل كليات الفنون. قد يكون عرضه اليوم فيه كسر للثقافة ولكني اقدم صور عري لا صور جنسية شهوانية.. هي نوع من الفنون ولكن احتاج عرضها هنا (في جاليري المحطة في رام الله) الى جرأة من القائمين على الجاليري بعد سنتين من رفض اماكن كثيرة لهذا المعرض."
واضاف "المرأة حاضرة اكثر من الرجل لان طبيعة رسم جسد المرأة أقل حرجا."
واوضح خليل وهو يشير الى لوحة يظهر فيها امرأة ورجل كل منهما يحمل سلاحا ومعهما طفل ويبدو من خلفهم جدار "هذه لوحة بعنوان جاري الذي يسكن خلف الجدار واشير فيها الى جيراننا الاسرائيليين... رغم الجدار الذي بنوه فانه لم يوفر لهم الشعور بالامن وترى انهم يعيشون حياة مثلنا يتسوقون وينجبون الاولاد ولكنه يحملون دائما السلاح رغم الجدار الذي بنوه."
وتابع "لمست ردودا ايجابية من معظم الذين زاروا المعرض ولكن اعلم انه ربما يكون هناك من يرفض هذه الفكرة. المهم بالنسبة لي انني اول من علق الجرس وربما يشكل هذا دافعا لفنانين اخرين ان يقدموا مثل هذه الاعمال للجمهور."
وقال الفنان التشكيلي بشار الحروب احد مؤسسي جاليري المحطة "افتتاح المعرض هنا في جاليري المحطة جاء بعد نقاش طويل بيننا في الجاليري وبما ان هذا فن ورسالتنا نشر الفن وتقديم كل ما هو جديد فيه قررنا ان نفتتح هذا المعرض."
وتابع "هذا عمل فني مكمل لكل ما هو لدينا من فنون. قد يكون يحتاج الى جرأة لتقديمه للجمهور ونحن نرى فيه انه بعيد عن اي تأثر جنسي. رغم ما يقدم من لوحات عري فهو يقدم لوحات فنية جمالية تتحدث عن مكونات الجسد."
وكتب الفنان التشكيلي عصمت أسعد في تقديمه للمعرض "في مثل هذه الاعمال يأتي طرح محمد صالح خليل لموضوع العري أكثر تقبلا للذائقة الاعتيادية وأكثر غيابا لموضع التنبه الغرائزي أو الجنسي ... واذا امكن لنا تقبل هذا الطرح الجديد في عالم التشكيل الفلسطيني علينا ان نتعامل مع هذه الدارسات والاستكشافات بحساسية اخرى معاكسة واعني هنا التقبل الفني والذي لا يراهن عليه كثيرا في مثل حالتنا."
ويضيف "محمد صالح خليل في مثل هذه الاداءات عله يفجر لنا قنابل فنية أكثر مما هي اعمال صديقة لبيئتنا التي نعلمها."
وقالت ديما ابو غوش وهي مخرجة فلسطينية بينما كانت تتجول في المعرض لرويترز "انا مع هذا الكسر للثقافة واذا لم نتمكن نحن الفنانين من كسر الحاجز في هذه المساحة المخصصة لنا فاننا لن نكسر حاجزا ابدا."
وقالت سناء قنداح وهي فتاة في العشرينات من العمر كانت تتأمل بعض الوحات "هذا فن موجود ولكن فكرة عرضه هنا الجديدة والجريئة وهو فن حلو واذا كان الفنان يتعلم ذلك في دراسته فلماذا لا يطبقه. وربما هناك فنانون يريدون اقامة مثل هذه المعارض ولكنهم يخاوفون من ردة فعل المجتمع. قد يكون هذا المعرض حافزا لهم ليقدموا اعمالهم."
ورأى الفنان التشكيلي الفلسطيني خالد الحوراني ان "موضوع الجسد حاضر في الفن وهو من اساسيات تعلمه وهناك فرق بين العري والجنس وانا انظر الى هذا المعرض كعمل فني واحكم عليه انطلاقا من ذلك وليس بقدر ما فيه من رسومات للمرأة او الرجل."
ويستمر المعرض الذي يطمح صاحبه ان يجد دور عرض اخرى تقبله في مدن اخرى حتى العاشر من ديسمبر كانون الاول. |